[إجماع الآل على أن الإمامة فيمن قام ودعا]
  سنَّ ظلم الإمام للناس زيد ... إن ظلم الإمام ذو عقَّال
  وبنو الشيخ والقتيل بفخٍ ... بعد يحيى ومؤتم الأشبالِ(١)
  وقد ذكرنا: أن الكل من ولد الحسن والحسين $ يعتقدون الإمامة فيمن قام جامعاً لخصال الإمامة(٢)، ودعا إلى الله سبحانه، فبدأنا بزيد بن علي #؛ لأنه إمامُ الأئمة، وفاتح باب الجهاد، ومُنَغِّص نِعَمَ الجبارين بالغضب لرب العالمين، فاقتدت به الذرية الزكية في سلِّ السيف على المترفين المتكبرين، فتركوا كثيراً من المنكرات، خوفاً من غضب ليوث الغاب من الذرية الزكية، فكان له أجر ذلك إلى لقاء [رب البرية](٣)، فأيُّ فضل أعظم من فضله، أو نبلٍ أعظم من نبله، فلنذكر من فضله # ما تَيَسَّر، ولنذكر كلام أخيه محمد بن علي @ فيه، وبشارة أبيه به، وكلام جعفر بن محمد # فيه، فإن كلام محمد
(١) في (أ، وج): ذو عقال، وهو كذلك في مقاتل الطالبيين، وفي (ب): ذو اعقال.
وبنو الشيخ هم أولاد عبدالله بن الحسن بن الحسن المثنى الذين هم الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، والإمام إبراهيم بن عبدالله، والإمام يحيى بن عبدالله، والإمام إدريس بن عبدالله، أما القتيل بفخ فهو الإمام الإمام الحسين بن علي الفخي #، ويحيى: هو الإمام يحيى بن الإمام زيد بن علي #، أما مؤتم الأشبال فهو: الإمام عيسى بن الإمام زيد بن علي #، وقد سمي بذلك لأنه لما انصرف من واقعة باخمرى وقد خرجت عليه لبؤة معها أشبالها فعرضت للطريق وجعلت تحمل على الناس فنزل عيسى فأخذ سيفه وترسه ونزل إليها فقتلها، فقال مولى له: أيتمت أشبالها ياسيدي فضحك، فقال: نعم أنا ميتم الأشبال، والقصة في (مقاتل الطالبيين) للأصفهاني ص ٣٥٤، وذكر الأبيات أيضاً ونسبها إلى الشميطي، وكان من شعراء الإمامية.
قال محقق المقاتل في الخطبة: السميطي، وفي غيرها: الشمطي، وهو: أبو السري سعدان الأعمى الشميطي، والشميطية: فرقة من الشيعة الإمامية نسبت إلى أحمد بن شميط.
راجع الحيوان ٢/ ٢٦٨، والبيان والتبيين ٣/ ٢١٢.
(٢) صورة نسخة المتحف البريطاني قد عبث بها عابث، وعلق عليها بعض الحواشي بما لايتوافق مع النص، وحاول تغيير النص بجعل الإمامة هنا الإمامية.
(٣) في (ب، وج): إلى أن لقى باري البرية.