[الإحتجاج بالحديث]
  عن أبي سعيد عن النبي ÷ أنه قال: «يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(١).
  ولم نذكر سند هذا الخبر بهذه الطريق إلاَّ تبركاً بذكر من ذكرنا فيه من الصالحين من أهل البيت $، وأشياعهم، ومن طريق العامة وشيوخهم، وإن كان لا حاجة إلى ذكر شيء من طرقه لظهوره واشتهاره، وتلقي الأمة له بالقبول جميعاً، فرقة متأولة له، وفرقة عاملة بمقتضاه في أمرِ الدين، فلحق بالأخبار الواردة في أصول الدين، فلا حاجة إلى ذكر طرقه، والحال ما ذكرنا، فهذا هو الكلام في باب صحته.
[الإحتجاج بالحديث]
  وأمَّا ما يتعلق ببيان الإحتجاج به، فقد ثبت في ظاهر الخبر ثبوتاً لا يمتري فيه أهل صحة النظر أن رسول الله ÷ ساوى بين العترة والكتاب في وجوب الإتباع، وذلك ظاهر في لفظه، وقد ثبت عند الكآفة وجوب اتباع القرآن، وأن من نبذه وراء ظهره منسلخ عن الدين جملة، فكذلك العترة $، وقد تقرر أن العترة من أهل البيت $ منهم بما قدمنا من
= وسعيد بن جبير، وغيرهم، وعنه سفيان الثوري، وشعبة، وغيرهم. وثقه أهل الحديث توفي سنة ١٤٥ هـ.
انظر تهذيب الكمال ١٨/ ٣٢٢.
(١) حديث الثقلين: سيأتي تخريجه متكاملاً في كتاب (الرسالة الهادية بالأدلة البادية في بيان أحكام أهل الردة) للمؤلف منشور ضمن مجموع مكتبة الإمام عبدالله بن حمزة بتحقيقنا بعد هذا الكتاب مباشرة، وانظر أيضاً تخريجه في كتاب المصابيح في تفسير أهل البيت $ ج ١ ص ٥٠، ٥١، ٥٢ بتحقيقنا، وإن شئت المزيد انظر هامش الفلك الدوار ص ٩، وهامش تثبيت الوصية من مجموع رسائل الإمام زيد.