العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإحتجاج بالحديث]

صفحة 99 - الجزء 1

  خبر الكساء الذي روته العامة والخاصة، فإنهم أهل بيته $ دون الجميع.

  فإذا تقرر ذلك وقد ثبت وجوب اتباعهم فهذا لا يكون إلاَّ في عمومهم، لعلمنا بمعصية بعضهم وخروجهم عما يجب في باب الصلاح، فإذا كان ذلك كذلك كان الخبر مصروفاً إلى التمسك بالأئمة منهم $ وأتباعهم الصالحين.

  وقول من يقول بالإمام المعصوم قول لا دليل عليه فيجب أن لا يلتفت إليه، ولا مخصص في لفظ الخبر لولد الحسن على ولد الحسين ولا لولد الحسين على ولد الحسن $، ولا معنى للتخصيص، وقد ثبت كون القرآن إماماً، وكذلك العترة $، والإمامة لا تكون فيهم في كل وقت لأكثر من واحد، وهذا خبر قد بلغ حد التواتر، وكاد يلحق بالضروريات، وقد ورد في حديث آخر من طرقٍ شتى، ورواه الناصر #(⁣١) أنه قال: تركت فيكم الخليفتين من بعدي، واحتج به على إثبات الخلافة لآل الرسول ÷ بلفظ الخلافة،


(١) الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب # الملقب بالأطروش الناصر الكبير، الناصر للحق، [٢٣٠ - ٣٠٤] أحد عظماء الإسلام، وأئمة الزيدية المشهورين علماً، وعملاً، وفضلاً، وزهداً، وورعاً، وشجاعة، وجهاداً، فهو الإمام الشاعر، المحدث، المفسر، الفقيه، الأديب، اللغوي، المتكلم، وهو ثالث الأئمة العلويين بطبرستان، والمؤسس الفعلي للدولة العلوية هناك. مولده بالمدينة، وخرج إلى أرض الديلم داعياً إلى الله سنة ٢٨٤ هـ ووفد إلى طبرستان، ومكث عند الإمام محمد بن زيد فلما قتل فر الأطروش # إلى الديلم، وكان أهلها مجوساً، فنشر الإسلام بينهم، واستمر يدعوهم إلى الله قرابة عشرين سنة، فأسلم على يديه ألف ألف مابين رجل وامرأة ثم زحف بهم إلى طبرستان فاستولى عليها سنة ٣٠١ هـ، ودخل آمل سنة ٣٠٢ هـ، توفي بها في ٢٥ شعبان سنة ٣٠٤ هـ، أخباره كثيرة، ومناقبه وفضائله غزيرة.

قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه: ولم ير الناس مثل عدل الأطروش، وحسن سيرته، وإقامته للحق. وله مؤلفات كثيرة، قال السيد العلامة/ مجد الدين المؤيدي: قيل: إنها تزيد على ثلاثمائة. انظر معجم رجال الإعتبار وسلوة العارفين، معجم الرواة في أمالي المؤيد بالله للمحقق، الحدائق الوردية ٢/ ٨٢، مؤلفات الزيدية ٢/ ٢٠٩، الجواهر المضيئة خ ص ٣٢، أعيان الشيعة ٥/ ١٧٩ - ١٨٤، وانظر أيضاً لوامع الأنوار ج ص، التحف شرح الزلف ط ص.