[إثبات إمامة الإمام زيد #]
  استحقاق الإمامة، لم يصمه عجمي ولا عربي بوصمةٍ يصدق فيها قيله، وتظهر فيها حجته، وكان أرضى الناس في الناس، ولو استقصينا ذكر فضائله لخرجنا عن مقصودنا في كتابنا هذا، وإنما نذكر يسيراً كالمنبه على ما سواه، إذ كتب ذلك مشحونة، مدونة، ورواته معلومة بالصدق، صالحة.
  وكان # نسيج وحده، ووحيد عصره، قام لله ø غاضباً لمَّا عُصِي في كل وجهٍ، وأُستخِفَّ بدينه، واشتدّ عتو جبار عصره هشام بن عبدالملك حتى أن يهودياً سبَّ رسول الله ÷ في مجلسه (روينا ذلك مسنداً)، وزيد بن علي # حاضرٌ فقال له زيد #: أولى لك يا عدو الله، أما والله لو تمكنت منك لاختطفنَّ(١) روحك فقال له هشام مه يا زيد لا تؤذِ جليسنا، فخرج # وهو يقول: من استشعر حب البقاء، استدثر الذل إلى الفناء، وكان هذا الأمر من الأسباب الباعثة له # على القيام غضباً لله سبحانه.
  كانت أُمُهُ #: أم ولدٍ تدعى (جيداً)، روينا من كتاب (الأنوار)(٢) مسنداً رفعه الإمام المرشد بالله # إلى زياد بن المنذر قال: اشترى المختار بن أبي عبيد جارية بثلاثين ألف درهم فقال: ما أرى [أن](٣) أحداً أحق بها من علي بن الحسين #، فبعث بها إليه، فهي أم زيد بن علي #(٤).
(١) في (ب، وج): لأخطفن.
(٢) الأنوار، هي: الأمالي الإثنيية للإمام المرشد بالله، وقد سماها المؤلف بهذا الإسم.
(٣) سقطت من (ب، وج).
(٤) الأمالي الإثنينية خ ص ٣٩٥، وانظر الباب السابع من أمالي أبي طالب.