الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 114 - الجزء 1

  (٢/ ٤٥٩) وإن اختلفا في أعدادها، يسمّى ناقصا؛ وذلك إمّا بحرف في الأول؛ مثل: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ}⁣(⁣١)، أو في الوسط؛ نحو: «جدّى جهدي»، أو في الآخر؛ كقوله [من الطويل]:

  يمدّون من أيد عواص عواصم⁣(⁣٢)

  وربّما سمّى هذا مطرّفا.

  وإمّا بأكثر؛ كقولها [من الكامل]:

  إنّ البكاء هو الشّفا ... ء من الجوى بين الجوانح⁣(⁣٣)

  وربّما سمى هذا مذيّلا.

  (٢/ ٤٦١) وإن اختلفا في أنواعها، فيشترط ألّا يقع بأكثر من حرف:

  ثمّ الحرفان: إن كانا متقاربين سمّى مضارعا، وهو إمّا في الأوّل؛ نحو:

  «بيني وبين كنّى⁣(⁣٤) ليل دامس وطريق طامس»، أو في الوسط؛ نحو: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}⁣(⁣٥)، أو في الآخر؛ نحو: «الخيل معقود بنواصيها الخير»⁣(⁣٦).

  وإلا سمّى لاحقا، وهو - أيضا - إمّا في الأوّل؛ نحو: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}⁣(⁣٧)، أو في الوسط؛ نحو: {ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}⁣(⁣٨)، أو في الآخر؛ نحو: {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ}⁣(⁣٩).


(١) القيامة: ٢٩ - ٣٠.

(٢) لأبى تمام، ديوانه ١/ ٢٠٦ والطراز ٢/ ٣٦٢، وعجزه: تصول بأسياف قواض قواضب.

(٣) للخنساء، أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ٢٩٢.

(٤) الكن: المنزل. وهذا من كلام الحريري، والدامس: الشديد الظلمة.

(٥) الأنعام: ٢٦.

(٦) الحديث متفق عليه رواه البخاري في «الجهاد»، ومسلم في «الإمارة».

(٧) الهمزة: ١.

(٨) غافر: ٧٥.

(٩) النساء: ٨٣.