الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 113 - الجزء 1

المحسنات اللفظية

  وأما اللفظىّ:

  (٢/ ٤٥٢) فمنه: الجناس بين اللفظين، وهو تشابههما في اللفظ:

  (٢/ ٤٥٣) والتامّ منه: أن يتفقا في أنواع الحروف، وفي أعدادها، وفي هيئاتها، وفي ترتيبها: فإن كانا من نوع؛ كاسمين، سمى مماثلا؛ نحو: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ}⁣(⁣١).

  وإن كانا من نوعين، سمى مستوفى؛ كقوله [من الكامل]:

  ما مات من كرم الزّمان فإنّه ... يحيا لدى يحيى بن عبد اللّه⁣(⁣٢)

  (٢/ ٤٥٦) وأيضا: إن كان أحد لفظيه مركّبا، سمى جناس التركيب، فإن اتفقا في الخطّ، خصّ باسم المتشابه؛ كقوله [من المتقارب]:

  إذا ملك لم يكن ذا هبه ... فدعه فدولته ذاهبه⁣(⁣٣)

  وإلا خصّ باسم المفروق؛ كقوله⁣(⁣٤) [من المديد]:

  كلّكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا

  ما الّذى ضرّ مدير ال ... جام لو جاملنا

  (٢/ ٤٥٨) وإن اختلفا في هيئات⁣(⁣٥) الحروف فقط، يسمّى محرّفا، كقولهم: (جبّة البرد جنّة البرد)، ونحوه: (الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط)، والحرف المشدّد في حكم المخفّف؛ كقولهم: (البدعة شرك الشّرك).


(١) الروم: ٥٥.

(٢) البيت لأبى تمام، من قصيدة يمدح فهيا يحيى بن عبد اللّه، ديوانه ٣/ ٣٤٧، التبيان ص ١٦٦، والإشارات ص ٢٩٠.

(٣) البيت لأبى الفتح البستي علي بن محمد، الطراز ٢/ ٣٦٠، والإشارات ص ٢٩٠.

(٤) البيتان لأبى الفتح البستي، أوردهما محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ٢٩١. والجام:

الكأس، ومدير الجام: الساقي.

(٥) من (شروح التلخيص) وفي المتن (هيئة).