الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

التلميح

صفحة 129 - الجزء 1

  (٢/ ٥٢٥) وينبغي أن يجتنب في المديح ما يتطيّر به؛ كقوله⁣(⁣١) [من الرجز]:

  موعد أحبابك بالفرقة غد

  (٢/ ٥٢٥) وأحسنه ما يناسب المقصود، ويسمى: براعة الاستهلال؛ كقوله في التهنئة⁣(⁣٢) [من البسيط]:

  بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا

  وقوله في المرثيّة (الساوى) [من الوافر]:

  هي الدّنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشى وفتكي

  (٢/ ٥٢٦) وثانيها: التخلّص ممّا شيب الكلام به من نسيب أو غيره إلى المقصود، مع رعاية الملاءمة بينهما؛ كقوله (أبى تمام)⁣(⁣٣) [من البسيط]:

  تقول في قومس قومي وقد أخذت ... منّا السّرى وخطا المهريّة القود

  أمطلع الشّمس تبغى أن تؤمّ بنا ... فقلت كلّا ولكن مطلع الجود

  (٢/ ٥٢٨) وقد ينتقل منه إلى ما لا يلائمه، ويسمّى: الاقتضاب، وهو مذهب العرب الجاهلية⁣(⁣٤) ومن يليهم من المخضرمين؛ كقوله (أبى تمام) [من الخفيف]:

  لو رأى اللّه أنّ في الشّيب خيرا ... جاورته الأبرار في الخلد شيبا

  كلّ يوم تبدى صروف اللّيالى ... خلقا من أبي سعيد غريبا

  ومنه: ما يقرب من التخلّص؛ كقولك بعد حمد اللّه: «أمّا بعد» قيل:

  وهو فصل الخطاب، وكقوله تعالى: {هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ}⁣(⁣٥) أي:


(١) أنشده ابن مقاتل لمحمد بن زيد الحسيني الداعي العلوي صاحب طبرستان فقال له الداعي: بل موعد أحبابك ولك المثل السوء.

(٢) هو لأبى محمد الخازن.

(٣) البيتان لأبى تمام، ديوانه (أ) ص ١٢٠، (ب) ٢/ ١٣٢ والمصباح ص ٢٧٢، وقومس: بلد بالقرب من أصفهان.

(٤) في نسخة الدكتور خفاجى: «الأولى» والمثبت من شروح التلخيص.

(٥) ص: ٥٥.