الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

أحوال الإسناد الخبري

صفحة 18 - الجزء 1

  والمكان والسبب:

  فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به - إذا كان مبنيّا له حقيقة كما مرّ.

  وإلى غيرهما - للملابسة -: مجاز؛ كقولهم: عيشة راضية، وسيل مفعم، وشعر شاعر، ونهاره صائم، ونهر جار، وبنى الأمير المدينة.

  (١/ ٢٦٨) وقولنا: «بتأوّل»: يخرج ما مرّ من قول الجاهل؛ ولهذا لم يحمل نحو قوله⁣(⁣١) [من المتقارب]:

  أشاب الصّغير وأفنى الكبيـ ... ـر كرّ الغداة ومرّ العشى

  على المجاز؛ ما لم يعلم أو يظنّ بأنّ قائله لم يرد ظاهره؛ كما استدلّ على أنّ إسناد «ميّز» في قول أبى النّجم [من الرجز]:

  ميّز عنه قنزعا عن قنزع ... جذب اللّيالى أبطئ أو أسرعي⁣(⁣٢)

  مجاز بقوله عقيبه [من الرجز]:

  أفناه قيل اللّه للشّمس اطلعى

  (١/ ٢٧٢) وأقسامه أربعة: لأنّ طرفيه:

  إمّا حقيقتان: نحو: أنبت الربيع البقل.

  أو مجازان: نحو: أحيا الأرض شباب الزّمان.

  أو مختلفان: نحو: أنبت البقل شباب الزمان، وأحيا الأرض الربيع.

  (١/ ٢٧٤) وهو في القرآن كثير: {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً}⁣(⁣٣)،


(١) البيت للصلتان العبدي أورده بدر الدين بن مالك في المصباح ص ١٤٤ بلا عزو، وعبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ص ٢٤٤.

(٢) أورده بدر الدين بن مالك في المصباح ص ١٤٥، وفخر الدين الرازي في نهاية الإيجاز ص ١٨٢، وعزاه لأبى النجم.

وميز عنه: أي: عن الرأس. القنزع: أي: الشعر المجتمع في نواحي الرأس. جذب الليالي:

أي: مضيها واختلافها. أبطئ أو أسرعى: حال من الليالي، على تقدير القول، أي: مقولا فيها.

(٣) الأنفال: ٢.