الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الأول علم المعاني

صفحة 63 - الجزء 1

  (٢/ ٥٤) وإن كان منفيّا: فالأمران؛ كقراءة ابن ذكوان: فاستقيما ولا تتبعان⁣(⁣١) بالتخفيف، ونحو: {وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ}⁣(⁣٢)؛ لدلالته على المقارنة؛ لكونه مضارعا، دون الحصول؛ لكونه منفيّا.

  (٢/ ٥٦) وكذا إن كان ماضيا لفظا أو معنى؛ كقوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ}⁣(⁣٣) وقوله: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}⁣(⁣٤)، وقوله: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}⁣(⁣٥)، وقوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}⁣(⁣٦)، وقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}⁣(⁣٧):

  (٢/ ٥٦) أما المثبت: فلدلالته على الحصول؛ لكونه فعلا مثبتا، دون المقارنة؛ لكونه ماضيا؛ ولهذا شرط أن يكون مع (قد) ظاهرة أو مقدّرة.

  (٢/ ٥٧) وأما المنفىّ: فلدلالته على المقارنة دون الحصول:

  أما الأول: فلأنّ (لمّا): للاستغراق، وغيرهما⁣(⁣٨): لانتفاء متقدّم مع أن الأصل استمراره، فيحصل به⁣(⁣٩) الدلالة عليها⁣(⁣١٠) عند الإطلاق؛ بخلاف المثبت: فإنّ وضع الفعل على إفادة التجدد، وتحقيقه: أنّ استمرار العدم لا يفتقر إلى سبب، بخلاف استمرار الوجود.

  وأما الثاني⁣(⁣١١): فلكونه منفيّا.


(١) يونس: ٨٩.

(٢) المائدة: ٨٤.

(٣) آل عمران: ٤٠.

(٤) النساء: ٩٠.

(٥) مريم: ٢٠.

(٦) آل عمران: ١٧٤.

(٧) البقرة: ٢١٤.

(٨) أي: غير (لما) مثل (لم وما).

(٩) أي: بالنفي المستمر.

(١٠) أي: على المقارنة.

(١١) أي: عدم دلالته على الحصول.