الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الأول علم المعاني

صفحة 68 - الجزء 1

  (٢/ ٧٨) وإما أكثر من جملة؛ نحو: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ}⁣(⁣١) أي: إلى يوسف؛ لأستعبره الرؤيا، ففعلوا وأتاه، فقال له: يا يوسف.

  والحذف على وجهين: ألّا يقام شيء مقام المحذوف؛ كما مر، وأن يقام؛ نحو: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}⁣(⁣٢) أي: فلا تحزن واصبر.

  (٢/ ٧٩) وأدلته كثيرة:

  منها: أن يدل العقل عليه، والمقصود الأظهر على تعيين المحذوف؛ نحو:

  {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}⁣(⁣٣).

  ومنها: أن يدل العقل عليهما؛ نحو: {وَجاءَ رَبُّكَ}⁣(⁣٤)

  أي: أمره أو عذابه⁣(⁣٥).

  ومنها: أن يدل العقل عليه، والعادة على التعيين؛ نحو: {فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}⁣(⁣٦)، فإنه يحتمل «في حبه»؛ لقوله تعالى: {قَدْ شَغَفَها حُبًّا}⁣(⁣٧).

  «وفي مراودته»؛ لقوله تعالى: {تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ}⁣(⁣٨)، و «في شأنه» حتى يشملهما، والعادة دلت على الثاني؛ لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه في العادة؛ لقهره إياه.

  (٢/ ٨٠) ومنها: الشروع في الفعل؛ نحو: (باسم اللّه)؛ فيقدّر ما جعلت


(١) يوسف: ٤٥ - ٤٦.

(٢) فاطر: ٤.

(٣) المائدة: ٣.

(٤) الفجر: ٢٢.

(٥) قوله: «أي: أمره أو عذابه» فيه نظر، فإن السلف لا يرون هذا التأويل، بل يثبتون لله صفة المجيء بمقتضى ظاهر هذه الآيات، ولا يوجب العقل الصريح هذا التأويل الذي ذكروه، وانظر:

مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم | فقد أجاب عن تأويل الفرق الكلامية لصفة المجيء وغيرها، في حديثه عن «كسر طاغوت المجاز».

(٦) يوسف: ٣٢.

(٧) يوسف: ٣٠.

(٨) يوسف: ٣٠.