الفن الثاني علم البيان
  أو أكثر؛ كقوله(١) [من الرجز]:
  فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإنّ في أيماننا نيرانا
  أو معان ملتئمة، كقوله [من الطويل]:
  وصاعقة من نصله تنكفى بها ... على أرؤس الأقران خمس سحائب(٢)
  وهي(٣) باعتبار الطرفين قسمان؛ لأنّ اجتماعهما في شيء: إمّا ممكن؛ نحو:
  (أحييناه) في قوله: {أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ}(٤) أي: ضالّا فهديناه، ولتسمّ وفاقيّة. وإما ممتنع كاستعارة اسم المعدوم للموجود؛ لعدم غنائه، ولتسمّ عناديّة، ومنها(٥) التهكّمية والتمليحيّة، وهما ما استعمل في ضدّه أو نقيضه؛ لما مر؛ نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ}(٦).
  (٢/ ٢٦١) وباعتبار الجامع قسمان؛ لأنه: إما داخل في مفهوم الطرفين؛ نحو: (كلّما سمع هيعة، طار إليها)(٧)؛ فإن الجامع بين العدو والطيران: هو قطع المسافة بسرعة(٨)، وهو داخل فيهما؛ وإما غير داخل، كما مر(٩).
  وأيضا: إمّا عاميّة، وهي المبتذلة؛ لظهور الجامع فيها؛ نحو: رأيت أسدا يرمى.
(١) تعافوا: تكرهوا. نيرانا: أي سيوفنا تلمع كأنها النيران.
(٢) البيت للبحترى ديوانه ١/ ١٧٩ الطراز ١/ ٢٣١ ورواية الديوان:
وصاعقة من كفه ينكفى بها ... على أرؤس الأعداء خمس سحائب
ويريد بخمس سحائب: الأنامل.
(٣) أي الاستعارة.
(٤) الأنعام: ١٢٢.
(٥) أي من العنادية.
(٦) التوبة: ٣٤.
(٧) جزء من حديث أخرجه مسلم في «صحيحه» «كتاب الإمارة» باب: فضل الجهاد والرباط (٤/ ٥٥٣)، ط. الشعب، وأوله: «من خير معاش الناس لهم رجل ...».
(٨) سقطت من المطبوع من (متن التلخيص) واستدركناها من شروح التلخيص (٤/ ٨١) ط دار السرور - بيروت لبنان.
(٩) من استعارة الأسد للرجل الشجاع.