الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الثاني علم البيان

صفحة 87 - الجزء 1

  أو أكثر؛ كقوله⁣(⁣١) [من الرجز]:

  فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإنّ في أيماننا نيرانا

  أو معان ملتئمة، كقوله [من الطويل]:

  وصاعقة من نصله تنكفى بها ... على أرؤس الأقران خمس سحائب⁣(⁣٢)

  وهي⁣(⁣٣) باعتبار الطرفين قسمان؛ لأنّ اجتماعهما في شيء: إمّا ممكن؛ نحو:

  (أحييناه) في قوله: {أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ}⁣(⁣٤) أي: ضالّا فهديناه، ولتسمّ وفاقيّة. وإما ممتنع كاستعارة اسم المعدوم للموجود؛ لعدم غنائه، ولتسمّ عناديّة، ومنها⁣(⁣٥) التهكّمية والتمليحيّة، وهما ما استعمل في ضدّه أو نقيضه؛ لما مر؛ نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ}⁣(⁣٦).

  (٢/ ٢٦١) وباعتبار الجامع قسمان؛ لأنه: إما داخل في مفهوم الطرفين؛ نحو: (كلّما سمع هيعة، طار إليها)⁣(⁣٧)؛ فإن الجامع بين العدو والطيران: هو قطع المسافة بسرعة⁣(⁣٨)، وهو داخل فيهما؛ وإما غير داخل، كما مر⁣(⁣٩).

  وأيضا: إمّا عاميّة، وهي المبتذلة؛ لظهور الجامع فيها؛ نحو: رأيت أسدا يرمى.


(١) تعافوا: تكرهوا. نيرانا: أي سيوفنا تلمع كأنها النيران.

(٢) البيت للبحترى ديوانه ١/ ١٧٩ الطراز ١/ ٢٣١ ورواية الديوان:

وصاعقة من كفه ينكفى بها ... على أرؤس الأعداء خمس سحائب

ويريد بخمس سحائب: الأنامل.

(٣) أي الاستعارة.

(٤) الأنعام: ١٢٢.

(٥) أي من العنادية.

(٦) التوبة: ٣٤.

(٧) جزء من حديث أخرجه مسلم في «صحيحه» «كتاب الإمارة» باب: فضل الجهاد والرباط (٤/ ٥٥٣)، ط. الشعب، وأوله: «من خير معاش الناس لهم رجل ...».

(٨) سقطت من المطبوع من (متن التلخيص) واستدركناها من شروح التلخيص (٤/ ٨١) ط دار السرور - بيروت لبنان.

(٩) من استعارة الأسد للرجل الشجاع.