الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الثاني علم البيان

صفحة 88 - الجزء 1

  أو خاصّيّة، وهي الغريبة، والغرابة قد تكون في نفس المشبّه؛ كقوله⁣(⁣١) [من الكامل]:

  وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك الشّكيم إلى انصراف الزّائر

  (٢/ ٢٦٤) وقد تحصل بتصرف في العامّيّة؛ كما في قوله [من الطويل]:

  وسالت بأعناق المطىّ الأباطح⁣(⁣٢)

  إذ أسند الفعل إلى الأباطح دون المطى، أو أعناقها، وأدخل الأعناق في السير.

  (٢/ ٢٦٦) وباعتبار الثلاثة⁣(⁣٣) ستة أقسام؛ لأن الطرفين إن كانا حسيّين، فالجامع إمّا حسيّ؛ نحو: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا}⁣(⁣٤)؛ فإنّ المستعار منه ولد البقرة، والمستعار له الحيوان الذي خلقه اللّه تعالى من حلى القبط، والجامع لها الشكل؛ والجميع حسىّ.

  (٢/ ٢٦٨) وإما عقليّ؛ نحو: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ}⁣(⁣٥)؛ فإنّ المستعار منه كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل، وهما حسّيّان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر.

  (٢/ ٢٧١) وإما مختلف؛ كقولك: «رأيت شمسا» وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة، ونباهة الشأن.

  (٢/ ٢٧١) وإلا⁣(⁣٦) فهما إمّا عقليان؛ نحو: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}⁣(⁣٧)؛ فإنّ المستعار منه الرقاد، والمستعار له الموت، والجامع عدم ظهور الفعل؛


(١) البيت لمحمد بن يزيد بن مسلمة. في الإشارات ص ٢١٦. القربوس: مقدم السرج. علك:

مضغ. الشكيم: الحديدة المعترضة في فم الفرس.

(٢) البيت لكثير عزة الإشارات ص ٢١٧، وصدره: أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا.

(٣) أي المستعار منه والمستعار والجامع.

(٤) طه: ٨٨.

(٥) يس: ٣٧.

(٦) أي: وإن لم يكن الطرفان حسيين.

(٧) يس: ٥٢.