الفن الثاني علم البيان
  أو خاصّيّة، وهي الغريبة، والغرابة قد تكون في نفس المشبّه؛ كقوله(١) [من الكامل]:
  وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك الشّكيم إلى انصراف الزّائر
  (٢/ ٢٦٤) وقد تحصل بتصرف في العامّيّة؛ كما في قوله [من الطويل]:
  وسالت بأعناق المطىّ الأباطح(٢)
  إذ أسند الفعل إلى الأباطح دون المطى، أو أعناقها، وأدخل الأعناق في السير.
  (٢/ ٢٦٦) وباعتبار الثلاثة(٣) ستة أقسام؛ لأن الطرفين إن كانا حسيّين، فالجامع إمّا حسيّ؛ نحو: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا}(٤)؛ فإنّ المستعار منه ولد البقرة، والمستعار له الحيوان الذي خلقه اللّه تعالى من حلى القبط، والجامع لها الشكل؛ والجميع حسىّ.
  (٢/ ٢٦٨) وإما عقليّ؛ نحو: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ}(٥)؛ فإنّ المستعار منه كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل، وهما حسّيّان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر.
  (٢/ ٢٧١) وإما مختلف؛ كقولك: «رأيت شمسا» وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة، ونباهة الشأن.
  (٢/ ٢٧١) وإلا(٦) فهما إمّا عقليان؛ نحو: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}(٧)؛ فإنّ المستعار منه الرقاد، والمستعار له الموت، والجامع عدم ظهور الفعل؛
(١) البيت لمحمد بن يزيد بن مسلمة. في الإشارات ص ٢١٦. القربوس: مقدم السرج. علك:
مضغ. الشكيم: الحديدة المعترضة في فم الفرس.
(٢) البيت لكثير عزة الإشارات ص ٢١٧، وصدره: أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا.
(٣) أي المستعار منه والمستعار والجامع.
(٤) طه: ٨٨.
(٥) يس: ٣٧.
(٦) أي: وإن لم يكن الطرفان حسيين.
(٧) يس: ٥٢.