حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 16 - الجزء 1

  نعم، من خلال كتاب حديقة الحكمة النبوية يتيقن حقيقة ما قاله الشهيد حميد ¥ في الحدائق الوردية؛ حيث قال عند ذكر مناقب الإمام وأحواله: ... فأخذ في علم الأدب حتى لجّ في أغواره والتقط من درره من قراره، وبرز في ذلك تبريزاً بليغاً، ولقد كان يحفظ من شواهد اللغة ما لم يحفظه أحد من أهل عصره، ... وأخبرني الفقيه العالم جمال الدين عمران بن الحسن بن ناصر أدام الله سعادته عن بعض من له حظ وافر من الحفظ لأشعار القدماء والمحدثين أنه قال: أنا أحفظ قدر مائة ألف بيت، وفلان يحفظ مثلها - وذكر رجلاً من أهل الأدب - ونحن لا نعدّ حفظنا إلى جنب حفظ الإمام # شيئاً، وكان إذا عرض البيت من القصيدة يحتجّ به على لفظة غربية من الكتاب والسنة أو غيرهما من كلام العرب روى القصيدة أو أكثرها، وربما روى سبب إنشائها ونسب قائلها، وقد يحكي كثيراً من أشعاره إلى غير ذلك من الأحوال المشاهدة له في هذا الباب من السبق. وكان # عارفا بأيام العرب على ضرب من التفصيل. (الحدائق الوردية ط ٢ ج ٢/ ٢٤٢).

  وقال الإمام يحيى بن حمزة # في وصفه لكتاب حديقة الحكمة ما لفظه: ولقد أتى فيه بالعجب العجاب ولباب الألباب في الإبانة عن مقاصدها والكشف عن أسرارها، .... وشَرْحُه هذا دال على أن له في علم الأدب اليد البيضاء وفي علم التواريخ النصيب الأوفى، ... انتهى من (مقدمة كتاب الأنوار المضيئة - مخطوط ص ٥).

  وقال الشهيد حميد ¥ أيضاً: ومن تصانيفه # حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية وهو من محاسن الكتب التي فاقت، والتصانيف التي راقت، مضمناً إيضاح الألفاظ اللغوية بشواهدها العربية، وبيان المعاني على نهاية الحسن والتمام، ولقد سمعتُه # يقول: إنه فرغ من تأليف الجزء الثاني منها في سبعة أيام أو ثمانية أيام، وهو في خلال ذلك مشغول بتجهيز العسكر إلى بعض الجهات، ورأيت ذلك الجزء بخطّه # الذي هو المسودة، ومن شاهده عجب من ذلك، حتى إنه لا يكاد يوجد فيه سطر مطموس، ولا مزيد إلا النادر الذي لا يؤبه له، وهذا شيء خارج عن المعتاد، هذا مع أنّ فيه من الألفاظ الرائقة والكلمات الفائقة ما يقلّ مثلها في مثله.

  ثم أورد مختارات من كلام الإمام مستشهداً بها على ذلك. (الحدائق ط ٢ ج ٢/ ٢٤٤ - ٢٤٧).