هذا الاصطحاب أفضى لي بهذه الدراسة فكان الفصل الأول يخصّ هذا الكتاب بالدراسة والبحث لإعطاء الدارس والقارئ لمحة موجزة عنه قبل الحديث عن مسائله البلاغية ومفرداته وقضاياه الأدبية.

  ولتفي هذه اللمحة بغرضها قسّمت هذا الفصل إلى مفردات تبدأ بالحديث عن المصطلح عامة والمصطلح البلاغي خاصة من حيث النشأة والغرض من ذلك إعطاء فكرة موجزة.

  للوضع البلاغي في القرن العاشر الهجري خاصة لكونه القرن الذي عاش فيه مؤلف هذا الكتاب، ثم بعد ذلك الحديث عن الكتاب من حيث تأثره فنعدد مصادره التي اعتمد عليها العباسي ثم المتأثرين به من اللاحقين، وفي ثنايا الحديث هذا نشير إلى منهج العباسي التأليفي لنتعرف على أهم القضايا البلاغية التي أشار إليها.

  ونختم هذا الفصل بالحديث عن القيمة البلاغية لهذا الكتاب ونستشهد في هذا الموقف بأقوال أساتذة البلاغة والأدب العربي.

أ) المصطلح⁣^(⁣١) - معناه وأهميته:

  دلت المعاجم على أن الفعل اصطلح ومصدره وما يشتق منه يعني الاتفاق والتعارف على شيء ما من قبل طائفة من الناس⁣^(⁣٢).

  وفي الاصطلاح: رمز لغوي له دلالة محددة في حقل معين من حقول المعرفة، يتفق عليه مجموعة من العلماء في ذلك الحقل، ليصف أو

(١) المصطلح: اسم مفعول للماضي / اصطلح ومصدره اصطلاح.

(٢) مادة (صلح): المعجم الوسيط: إبراهيم أنيس وعبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف اللّه احمد ج ٢ ط ٢ ص ٥٢٠.