3 - براعة الاستهلال
  كلامك دليل على حاجتك، كما أن خير أبيات الشعر البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته»(١).
  وذكر ابن المعتز فنا في محاسن الكلام سماه «حسن الابتداءات»(٢) وقد فرع المتأخرون من هذه التسمية «براعة الاستهلال» وهي كما قال التبريزي: «أن يبتدئ بما يدل على غرضه»(٣).
  وقال البغدادي: «وأما براعة الاستهلال فهي من ضروب الصفة التي يقدمها أمراء الكلام ونقاد الشعر وجهابذة الالفاظ، فينبغي للشاعر إذا ابتدأ قصيدة مدحا أو ذما أو فخرا أو وصفا أو غير ذلك من أفانين الشعر ابتدأها بما يدل على غرضه فيها، كذلك الخطيب إذا ارتجل خطابة، والبليغ إذا افتتح رسالة فمن سبله أن يكون ابتداء كلامه دالا على انتهائه وأوله ملخصا بآخره»(٤).
  ويعده القزويني من حسن الابتداء، يقول: «وأحسن الابتداءات ما ناسب المقصود ويسمى براعة الاستهلال»(٥).
  - بلاغيا: وللعباسي شخصية متميزة في عرضه لفن أشبعه سابقوه بحثا ودرسا فهو يذكر الشاهد لهذا المصطلح ويعلق حوله ومن ذلك: «بشراك قد أنجز الإقبال ما وعدا» ... هو من البسيط وقائله أبو
(١) البيان والتبيين ج ١ ص ١١٦.
(٢) البديع ص ٧٥.
(٣) الوافي في العروض والقافية - الخطيب التبريزي ص ٢٨٤.
(٤) قانون البلاغة / أبو طاهر محمد حيدر البغدادي (مطبوع في رسائل البلقاء لمحمد كرد علي ط ٤ - القاهرة ١٩٥٤) ص ٤٥٠.
(٥) التلخيص ص ٤٣١.