المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

* [ج. مصطلحات] فصل فيما ينبغي للمتكلم أن يتأنق فيه:

صفحة 277 - الجزء 1

  محمد الخازن من قصيدة يهنئ بها الصاحب بن عباد بسبطه الشريف أبي الحسن عباد بن علي الحسين، وتمام المطلع: وكوكب المجد في أفق العلا صعدا. والشاهد في البيت: براعة الاستهلال، وهو أن يكون في الابتداء إشارة إلى ما سيق الكلام لأجله⁣(⁣١).

  ويتابع ذكره لشواهد تدل على براعة الاستهلال لمناسبات مختلفة منها التهنئة بزوال المرض والتهنئة والاعتزاز، وذم المشيب، ومدح الشباب والتهنئة ببناء دار. ومن ذلك، قول محمد بن أبي العباس المسكاني في التهنئة بالوزارة «من الوافر»:

  يبشرني علوك بالوزارة ... وذاك الملك أولى بالبشارة⁣(⁣٢)

  ومن ذلك أيضا:

  هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي

  البيت لأبى الفرج الساوي من قصيدة من الوافر يرثي بها فخر الدولة بن بويه والشاهد فيه براعة الاستهلال أيضا فإنه يشعر بابتداءه بأنه في الرثاء⁣(⁣٣).

  ويبرز أسلوب العباسي المتميز فهو حين يقول أمرا يعلل ذلك القول، ونرى ذلك عندما يشعر بطول الخبر أو القصيدة يشير إلى ذلك معللا: يقول: «وهي طويلة، «وانما أثبت منها ما أثبت ليكون غرة لهذا الكتاب وتذكرة لأولي الألباب»⁣(⁣٤).


(١) معاهد التنصيص ٤: ٢٣١.

(٢) المصدر السابق ٤: ٢٣٥.

(٣) المصدر نفسه ٤: ٢٤١.

(٤) المصدر نفسه ٤: ٢٤٣.