المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري

صفحة 307 - الجزء 1

  شواهده كان مراعيا لأمور كثيرة ساهمت في إضافة صبغة المتعة عند القارئ وابعاد السآمة والملل عنه، حيث يقوم الكتاب بدور المعلم وهذا المعلم إذا التزم طريقة واحدة في تعليمه لاجتنبه الطلاب وملّه السامع، فأبناء القرن العاشر يقومون بالاطلاع على مؤلفات كبيرة شرحت أمهات كتب سابقة وصفت بالجمود، هذه الكتب الشارحة لها صفات في العرض وخاصة أن مؤلفيها اعتمدوا الكثير من المصادر في عرضهم لمعلوماتهم ومؤلفاتهم، فكيف كان العباسي في عرضه لشاهده البلاغي؟

  العباسي عكس الكم الهائل من المعلومات التي مكث مدة غير يسيرة في اكتنازها بطريقة تخرج الدارس إلى نزهة مريحة ممتعة تثبّت الفن المطلوب وتشجع الروح في البحث عن المزيد.

  ١. أول هذه الوسائل التنوع في الاختيار فلم يقف العباسي عند شاهد أولون أو أديب واحد أو طريقة واحدة للعرض فهناك الفن البلاغي، وهناك العرض لشاهده وهناك التفسير لهذا الشاهد والعرض لمعناه اللغوي والتوضيح الأدبي والتراجمي وكأن العباسي يترك لنفسه الحرية باختيار مجموعة من الورود التي يراها مناسبة للذوق ويقدمها في إناء رائع المنظر فقد قام العباسي بتنويع اختياراته من حديقة معلوماته الواسعة ليعرضها في إطاره الخاص والمتناسب مع ذوق أبناء عصره.

  ٢. عندما يعرض لشواهده فإنه يتجنب التكرار والإعادة في تراجمه أو أبيات شعر أو حوادث تاريخية.