ثانيا: مصطلحات علم المعاني⁣^(⁣١)

  معنى كل شيء: محنته وحاله التي يصير إليها أمره، والمعنى والتفسير والتأويل واحد، وعنيت بالقول كذا: أردت. ومعنى كل كلام محناته مقصده⁣^(⁣٢). وعلم المعاني من المصطلحات التي أطلقها البلاغيون على مباحث بلاغية متصلة بالجملة وما يطرأ عليها من تقديم وتأخير أو ذكر وحذف أو تعريف أو تنكير أو قصر وخلافه أو فصل ووصل أو أيجاز وإطناب ومساواة، وكان الأوائل يستعملون مصطلح المعاني في دراساتهم القرآنية والشعرية مثل «معاني القرآن» و «معاني الشعر» حيث اتخذوها أسماء لكتبهم، وابن فارس في كتابه «الصاحبي»، أول من أطلق «معاني الكلام» على مباحث الخبر والإنشاء التي أصبحت أهم أبواب علم المعاني، ومعاني الكلام عند أهل العلم عشرة: خبر واستخبار، وأمر ونهي، ودعاء وطلب، وعرض وتحضيض، وتمن وتعجب⁣^(⁣٣). وكان لنظرية النظم الأثر الكبير في ظهور هذا اللون من الدراسات حيث وضع عبد القاهر الجرجاني «٤٧١ هـ» نظرية علم المعاني في كتابه «دلائل الأعجاز» وكان سيبويه من أقدم الذين وقفوا عند دراسة الكلام وتحليله والجملة وما يطرأ عليها من تقديم وتأخير أو ذكر وحذف وجعلها قواعد تسير عليها العرب في كلامها أو إنشائها، وعند دراسة آثار ابن المقفع نجد إشارات منه

(١) أنظر معجم المصطلحات البلاغية ج ٣ ص ٢٧٦ وعلم المعاني - عبد العزيز عتيق ١٩٧٤ - دار النهضة العربية / بيروت ص ٢٥ والبلاغة فنونها وأفنانها / فضل حسن عباس «دار الفرقان - ط ٢ - الأردن ١٩٨٩ ص ٨٥ ومعجم البلاغة العربية ج ٢ ص ٥٨٣.

(٢) مادة «عنا» لسان العرب ج ٤ ص ٣١٤٤.

(٣) أنظر كتاب الصاحبي / أحمد بن فارس - تحقيق د. مصطفى الشويمي - بيروت ١٩٦٤ ص ١٧٩.