الفقيه العلامة يحيى بن محمد بن يحيى
  ونشأ في طلب العلم وارتحل وجد فيه واجتهد وبلغ مبلغاً عظيماً، وزميله في الطلب الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، والسيد العلامة أمير الدين.
  ومن مشائخه في التفسير العلامة جمال الدين أبو القاسم الهادي الصنعاني، قرأ عليه الكشاف، والفقيه العلامة شمس الدين أحمد الجرني، والقاضي علي بن قاسم السنحاني، والشيخ العلامة يحيى بن أحمد الطشي الرصاص، والفقيه العلامة عبد الله بن المهلا بن سعيد النيساي، وقرأ في آخر عمره على الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم قبل الدعوة بشهارة، سمع عيه الجوهرة في أصول الفقه والمعيار.
  وكان باذلاً نفسه للطلبة، وكان رحه الله نحيفاً دقيقاً، لكنه كان يتوقد قلبه ذكاء وفطنة، وكان يحفظ القرآن غيباً وكثيراً من المختصرات، وكان يراه كثيراً في الخلوات يتلو القرآن ويلازم مطالعة الكشاف.
  وكان قد سكن ظفار في آخر عمره بأولاده، وجمع كتبه هنالك وأراد الإقامة، وعدم الخروج منه لخلوة، بعد أن مكن الله الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد # من خراب الحجر والمدينة، ولم يبق إلا المشهد المنصوري - على ساكنه سلام الله - فجاءت أسباب اقتضت عزمه إلى شهارة، ودعت إلى بقائه هنالك، وملازمته للأقراء إلى أن توفاه الله سبحانه حمياً سعيداً مشكوراً فعله.
  وكان الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد قد ألزمه الخروج إلى جهات الظاهر ذيبين وظفار مع السيد الجليل المجاهد بدر الدين محمد بن صالح بن عبد الله الغرباني لما ولاه تلك البلاد، وأراد ملازمته للسيد ومعاونته ومناصحته، فاختار الله له ما عنده، وما عند الله خير للأبرار.