الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: بناء المسجد

صفحة 42 - الجزء 1

الأول: بناء المسجد

  قام الإمام # بعمارة مسجده الذي بظفار، فشرع في بنائه سنة (٦٠٢) هـ، وهو يعتبر من أهم المساجد الأثرية في اليمن، حيث أنه يمتاز بأرومته، ويحمل من الزخارف المنقوشة على الجدران والأخشاب في السقوف الشيء الكثير، ولكن قد طالتها أيدي العابثين والمخربين.

  فقد قامت الطائرات المصرية المساندة والعاضدة للثورة اليمنية عام (١٩٦٢ م)، بإطلاق القذائف الصاروخية والقنابل، على المسجد والمشاهد المقدسة، والبيوت المجاورة له، وعلى بقية الآثار الموجودة هناك، حتى هدمت وأسقطت بعضها، وأثرت في إضعاف وتشقق ما سواها، ومن ثمت هرب السكان المتواجدون هناك، وهجروا تلك البقاع، فلم يعد لهم سكن يؤويهم، ولا معقل يحميهم، فسكنوا في ورور وذيبين وما جاورها، ثم تأثرت بعوامل الأمطار والرياح التي أسقطت ما كان باقياً أو قائماً.

  وليس مسجد ظفار هو المسجد الوحيد الذي عمره الإمام المنصور بالله #، فقد عمر عدة مساجد في عدة مناطق تشبه مسجده بظفار في الهيئة والكيفية، منها مسجد الصومعة بحوث، وكذلك المسجد الجامع بمدينة الزاهر بالجوف - وقد تهدم -، وغيرها.

  وقد أسس الإمام المنصور بالله # في مسجده هذا مدرسة علمية تخرج منها العلماء المجتهدون، والقضاة والحكام، وبقيت مدرساً للعلوم الشرعية، إلى ما قبل قيام الثورة اليمنية التي دمرت العباد والبلاد، وأماتت العدل وأحيت