الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: معرفة السبب الداعي إلى اتخاذ الحصن

صفحة 18 - الجزء 1

الفص الثاني: في كيفية بنائه والعمل فيه

  كان الإمام المنصور بالله # قد هم بعمارتها، وطاف إليها من شوابة، وأتاها وجه عشي ولم يصعد أعلاها، ولا تأملها حق التأمل؛ ونظر إلى الأكمة التي في المغربة في عدنها متصلة بأعلاها، فعاد وقد أضرب عن عمارتها ولم يخطرها بعد ذلك بباله.

  ونلخص مراحل عمارة حصن ظفار فيما يلي:

الأول: معرفة السبب الداعي إلى اتخاذ الحصن

  وكان سبب عمارة الإمام لحصن ظفار:

  هو أن الإمام # بلغه وهو بحوث طلوع الغز بقيادة وردسار إلى ظاهر بني صريم، فاضطرب الناس وأتوا إليه يأخذون رأيه في التميل، فلم يمنعهم، فخرج كل منهم إلى جهة وركب الإمام # في خمسة وعشرين فارساً قاصداً جهة العدو وقد صارت البلاد معطلة من أهلها، فلما بلغ وردسار نهوض الإمام # بواسطة الجواسيس والعيون، نهض من محطته بالبون راجعاً إلى صنعاء في اليوم الذي نهض فيه الإمام # ولم يستقر به القرار بريدة، من شدة الخوف.

  ولما أمسى الإمام # بقرية دنان - في ناحية العشة من بلاد خمر - والبلاد خالية من أهلها، أتاه صبح تلك الليلة قبائل بني حيان - من