الفصل الثالث: في الآثار العمرانية
الفصل الثالث: في الآثار العمرانية
  حصن ظفار من المآثر الإسلامية العظيمة التي لا يوجد لها نظير في اليمن، ولكن بدلاً من أن تبقى تلك المآثر، ويحافظ عليها، لتدل على عراقة التراث اليمني وأصالته، كان الوضع بالعكس تماماً، فقد أصبحت تلك المآثر عبارة عن ركام من الأحجار المتساقطة من تلك البنايات الأثرية الفاخرة، أو أطلالاً دارسة لا يبقى منها النزر اليسير من جدرانها، فقد سقطت سقوفها، وتكسرت أخشابها، وخربت جدرانها، وتعطلت بركها وآبارها، ودفنتها الأتربة والحجارة، وسبب إهماله، وعدم الإهتمام به، والتقصير في حفظه، وعدم المبالاة بآثاره هو أنه يعود إلى مفاخر ومآثر أئمة الزيدية $، الذين حرصت الدول الظالمة إلى إزالة كل ما يعنيهم أو يتعلق بتاريخهم، بسبب الحقد الدفين، والعداوة التي لا سبب لها.
  فالإمام # كما أنه أسس ذلك الحصن المنيع ليكون معقلاً له ولأصحابه، يحتمي ويعتصم به، وتأوي إليه الرعية، حتى لا يُطالوا من قبل الغز الأيوبيين، أو ينالهم عسفهم وجورهم، فقد اتخذه بعد ذلك عاصمة لدولته، ومستقراً لعزه وسلطانه.
  فبعد أن أتم بناء السور والخندق، شرع في إعمار واتخاذ لوازم السكنى والبقاء فيه، ليتسنى ذلك لمن أراد العيش فيه، ونذكر منها ما يلي: