السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  فانهزموا من تحت الليل بأنفسهم وكراعهم، وأحاط على ما حوت البيوت، وأنهبها العسكر وأخربها، وأراد القدوم إلى بلاد بني زهير ليفعل فيها كما فعل في ناعط، فبلغ خبره إلى الإمام # وهو بحصن ظفار أثناء العمارة، فجهز الإمام # رجالاً من الجند عنده، ومن حضر من الأعوان صحبة الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم لحفظ جبل بني زهير، وحفظ كلمة أهله ومنابذة العدو دونه، فتقدموا إلى الجبل، وفرق الإمام # الكتب إلى الجهات يستنفر الناس إلى جبل بني زهير للجهاد في سبيل الله.
  فلما علم وردسار انتقض عليه أمره، وفسد عليه حاله، وعاد إلى صنعاء ناكصأ على عقبيه بأشر حال، فلبث بها واشتغل في بناء دار أحدثها، وأخرب أكثر دور صنعاء لعمارتها، فقيل له في مجلسه: بأنه قد كثُر الخراب في المدينة، فقال: لأخربن صنعاء حتى يقال تولاها كردي فأخربها، وما أبقى لها أثراً.
  فهذه بعض ردود الفعل التي اتخذها الغز ليثنوا الإمام عن بناء الحصن، ولكن ذلك لم يؤثر، بل ازداد عزماً وتصميماً في ذلك.
السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  لم يكتف الغز الأيوبيون بانكسارهم الأول، وعجزهم عن إعاقة العمارة في ظفار، بل عمدوا إلى تجييش الجيوش وإعداد العدة لحرب ظفار.
  فعندما خرج الإمام # من ظفار بعد إقامته فيها ثلاثة أشهر وستة عشر يوماً أثناء بداية العمارة، طلب الإمام # من يقوم بأمر الحصن ويقف فيه من الشرفاء وغيرهم، فلم يساعده أحد منهم، وخاف كل