الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: كيفية العمل

صفحة 21 - الجزء 1

  لمسماه: فما أسرى منه سرية، ولا جهز عسكراً إلا كان الظفر قرينَه، والنصرُ خدينه، وكان ابتداء العمل في موضعين:

  أحدهما: بناء السور، فقطعت له الصخور الكبار واستمرت العمارة فيه.

  والثاني: حفر الخندق، ما بين الأكمة والحصن، وكانت متصلة به.

  والذي يظهر أن الخندق في الجهة الغربية، وأنه الذي يفصل ما بين الظفير (الطفة) وبين المدينة.

الخامس: كيفية العمل

  ولاستمرار العمل وسرعة إنجازه، فقد قسم العمل فيه إلى فترتين، وكل فترة لها عمال يقومون بأعمال تخصهم:

  الفترة الأولى: الفترة النهارية - من الصباح إلى ما بعد الظهر -، يعمل فيه طائفة من العمال منهم من يقوم بالعمارة، ومنهم من يقوم بتقطيع الأحجار وتجهيزها.

  الفترة الثانية: الفترة المسائية - من بعد الظهر إلى جزء من الليل -، فإذا وقف العمال في الفترة الأولى آخر النهار، أتي بمن ينضاف إليه من أصحابه للعمل إلى ذهاب جانب من الليل.

  وكان الإمام # يحفر بيده ويعين على تقليب الحجارة بنفسه، ولا يستقل القليل من العمارة رغبة فيما عند الله، وتعرضاً لثواب الله، وما يرجوه من إعزاز الدين ودفع الشر عن المسلمين، واقتداء بجده النبي ÷