السادس: موقف الغز الأيوبيين عندما علموا ببناء الحصن
السادس: موقف الغز الأيوبيين عندما علموا ببناء الحصن
  ولما بلغ العلم بعمارة الحصن إلى وردسار شق ذلك عليه، واستشاط غضباً، وعظم عنده، واجتهد في تعطيله، وحاول جاهداً في إيقاف العمل.
  فخرج من صنعاء في عسكر كبير في ذي القعدة فحط بحدقان - وهي مدينة أثرية في بلاد بني الحارث شمال صنعاء - وأقام بها أياماً، فتودد إليه أهل تلك المناطق المجاورة خوفاً من بطشه بهم.
  وكتب الفقيه العلامة الحسن بن ناصر العذري كتاباً إلى الإمام # يخبره فيه بما فعل الغز في خروجهم، حكى فيه:
  أنه قدم إلى وردسار جماعة ممن حضروا مقتل الأمير الشهيد إبراهيم بن حمزة |، منهم رجل يسمى منصور بن زياد يطلب المادة من الغز فقتلوه، وأضرموا النار على رأسه؛ ومنهم علي بن عطاف من آل حسان سَابَقَ جماعة من الغز على فرس له فدّقت عنقه؛ ومنهم رجل يسمى عامر بن سليمان غُزِي في بلده، فقُتل رجل من أصحابه، وأُخذت له درع حصينة وقُتل حاملها إليه، وأُخذ له قدر مايتي كيلجة طعاماً، وغزا يريد نقم الثأر من عدوه، فقتل رجل من أصحابه، وراح على أشر قضية، وصار خائفاً في منزله لا يخرج منه.
  ثم نهض وردسار من معسكره بحدقان حتى أتي قرية عجاز - وهي قرية في ناحية أرحب - فهدمها، وقصد بلاد بني زهير، فحط العسكر بناعط وأهلها آمنون إليه، مطمئنون من جهته، غير خائفين من جنبته لكونهم بزعمهم من جملته، فعزم على أخذهم وقبض أموالهم، وخراب منازلهم، فأتاهم النذير