الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثاني: الطيافة والنظر في صلاحه من عدمه

صفحة 19 - الجزء 1

  قبائل ذيبين -، فسألوه القدوم إلى بلادهم، فأسعف سؤالهم، ونهض إلى جهتهم وبلغ العلم بمراح وردسار إلى صنعاء، ففرح الناس، وأتي كل بالبشارة من كل جهة.

  فلما نظر # في أحوالهم وما قد اعتراهم من الخوف والذلة من الغز، وما قد وقعوا فيه من تفرق الأهواء، وتشتت الآراء، جرى الكلام بينه وبين جماعة من أصحابه في ذلك المجلس في أن الناس لا يجدون موضعاً يمنعهم ويلجؤون إليه عند حركة العدو إلى البلاد، وكان ممن حضر ذلك المجلس الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم، والشيخ عزوان بن أسعد السريحي في جماعة من الأشراف والحاشية، فذكروا قلعة الإمام أبي الفتح بن الحسين الحسني الديلمي #.

الثاني: الطيافة والنظر في صلاحه من عدمه

  وبعد أن رغبوا الإمام # في ذلك، أحب الجماعة طيافتها ورأى الإمام # إعادة النظر فيها، وكان عزوان بن أسعد من أشدهم عناية في أمرها، وكان قد طلعها وعرفها فأجمع الرأي على القدوم إليها، فنهضوا في الحال حتى أتوها، وترجل الإمام # وصعد أعلاها، وطاف أقطارها، وأنعم النظر في أمرها، فرآها صالحة لذلك، ومناسبة لأن تكون ملجأً وحصناً، لكونها في أوساط الجبال، وشاهد من المنعة والحصانة ما نقض الاعتقاد الأول، فعاد منها وقد عزم على إثارة العمارة فيها، وأمر في الحال بتجهيز وإعداد ما يحتاج إليه من آلات العمارة.