الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[أحداث بلاد ظفار داود]

صفحة 112 - الجزء 1

[أحداث بلاد ظفار داود]

  ولما خرج الإمام # من محروس شهارة إلى السودة وأقام فيها ولا زالت بعوثه وسراياه شرقاً وغرباً وتنفيذ الأحكام، وحفظ صلاح العام، منها بلاد ظفار داود المعروف فإنها كثرت منهم المفاسد، والمظالم فعظمت فيهم الخصومة بقتل النفوس، وانتهاب الأموال، وكان الإمام # راسلهم كما تقدم في ذكر طلوع مولانا الحسين (أيده الله تعالى) إلى جهاتهم، فلم تنجح فيهم، وكانت قد عظمت الخصومة بين الشيخ صالح بن مطهر بن عبد الله بن وازع، ومن تقرب إليه من أفخاذ عيال أسد، وبينه وبين عيال أسد أيضاً والمرازيح والمداعير، وكانوا اجتمعوا على حربه فحاول الإمام # الصلح بينهم فلم يتفق له، وقد استدعاه الإمام # والمشايخ من خصمائه، ورفق بهم، وأحسن إليهم وتألفهم.

  ثم إن الشيخ المذكور قل صبره على المقام في الحضرة الشريفة مع أنه في غاية الإكرام، وكان منزله منزلة كرام الضيوف، فهرب وعاد إلى التوحش، فتركه الإمام # حتى ظهر منه خيانة من قبض ولاة أصحابه من شوابة بغير ولاية، فأرسل الإمام # مولانا محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين أيده الله تعالى بعسكره إلى خمر من جانب مرهبة، وكان مولانا أحمد بن الحسن - أطال الله بقاه -، متجهزاً للحج، وذلك في أواخر شهر شوال عام اثنين وستين وألف، فأمره الإمام # أن يوجه من قبله مدداً إلى مولانا محمد بن أحمد وهو حينئذ في معمور الغراس، وأعمال ذي