الفقيه العلامة عبد الله بن المهلا
  طلب العلم في حداثته وأخذ عن جماعة من كبراء العلماء، وأدرك السيد عبد الله بن القاسم العلوي، ولم يتأت له الأخذ عنه، وارتحل للعلم إلى الأقطار، فأول قراءته على والده المهلا بن سعيد في الفرائض وأصول الدين.
  ثم ارتحل إلى الظفير صحبة والده، وقرره في المشهد المقدس، وأقام سبع سنين، فأخذ النحو على الفقيه عبد الله بن أحمد الناصح وصنوه إبراهيم الراغب.
  ثم قرأ علي السيد الهادي الوشلي (المطول) و (العضد) و (الكشاف)، ثم تزامل هو والإمام الحسن بن علي مرة أخرى في قراءة العضد، وكذلك الكشاف، وكان قراءتهما في الوعلية، ثم ارتحل لقراءة الفقه إلى عرفة ظفار، وقرأ على القاضي علي بن عطف الله، ثم ارتحل لطلب الحديث، فقرأ كتب أهل البيت على والده، وعلى علي بن عطف الله.
  وأخذ عنه السيد أمير الدين بن عبد الله في أصول الفقه، وطلع إلى صنعاء في سنة خمس وتسعين وتسعمائة وأقام فيها أياماً، وأخذ عنه جماعة، ثم انتقل بأولاده إلى الأهجر من بلاد كوكبان، وأقام فيه تسع سنين، وارتحل إليه الطلبة من صنعاء والأهنوم، كالقاضي حسن بن سعيد العيزري، وبلاد آنس والحيمة والشرف وشبام وكوكبان، واستفاد عليه خلق كثير، وفي خلال ذلك قرأ الرسالة الشمسية على الشيخ نجم الدين البصري الواصل إلى اليمن سنة ألف، ثم رحل إلى وطنه وأقام بقية عمره يقرئ.
  وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين بعد الألف، في الشجعة - بمعجمة ثم جيم ثم مهملة -، وقبره بها، وكان عمرة ثمان وسبعين سنة.