الثالث: استشارة الخواص وتجهيز آلات العمارة
الثالث: استشارة الخواص وتجهيز آلات العمارة
  ثم عاد الإمام # إلى حوث، واستشار جماعة من أصحابه ومن يختص به من الأولياء والحاشية والشرفاء الذين لم يكونوا حاضرين يوم طيافته عليها، فاستشارهم فيما قد عزم عليه من عمارتها، فمنهم من صوب رأيه، ومنهم من توقف، وكان رأيه # أصوب، ونظره أثقب، فشمر عن ساق الجد، وبذل الأموال وأكثر.
  فأمر باستعمال الآلات من الحديد وغيره، وحمل الطعام للعمال، ولبث ثمانية أيام حتى أهَّبَ ما يحتاج إليه.
  ثم نهض إلى ظفار للإشراف على العمل، ونهض معه الأميران عماد الدين يحيى بن حمزة، وصفي الدين محمد بن إبراهيم، وطائفة من الشرفاء والخواص.
الرابع: بداية العمل، وتسمية الحصن
  وجعل أمر العمارة المباركة فيها يوم الاثنين لعشرين ليلة خلت من شوال من سنة ستمائة (٦٠٠) هـ.
  ووقف بالحصن وأقام به ثلاثة أشهر وستة عشر يوماً، والأعمال قائمة على قدم وساق.
  وكما سبق كان اسمه (أكمة الفتح) أو (أكمة أبي الفتح)، فرأى الإمام # أن يسميه (ظفاراً)، تفاؤلاً بالظفر، وتباشراً بالنصر، فكان اسمه موافقاً