[قصيدة علي بن نشوان الحميري]
  محل اليمن حيث بعز ثأر ... ويأمن ساكنوه أذى الطغام
  توسمه إمام العصر حرزاً ... وحرزاً لا يبيد على الدوام
  يلوذ المسلمون به جميعا ... إذا فزعوا لدى النُّوَبِ الجسام
  ألا يا برق هجت لي اشتياقا ... حشى الأحشاء من لذع الغرام
  وأرقني وأقلقني وأذكي ... بقلبي جذوة فالقلب دامي
  أَلُحْتَ يَمانياً ونأيت داراً ... فكيف جرحت قلباً بالشام
  مُعَنَّىً في الحياة بحب مولي ... كثير الميل عن طرق الأثام
  لإن أمسى مقيماً في ظفار ... فإن القلب في ذاك المقام
  كلفت بوده وبرئت ممن ... يخالفه ويعلن بالملام
  ولم لا أرتضي مولي زكياً ... نقي العرض من دنس وذام
  إماماً من بني الزهراء براً ... تقياً لا يرخص في الحرام
  شريف الفعل من أصل شريف ... كريم النفس من نفر كرام
  يعَدُّ محمداً جداً ويعلو ... بحيدر من يفاخر أو يسامي
  أولئك معشر شَرُفوا وطابوا ... فهم أعلا الأنام لدى الأنام
  يزورُ بيوتَهم جبريلُ دأباً ... بآي الوحي والسور العظام
  فقل مفاخريهم لا تلجوا ... فليس يقاس خُفٌّ بالسنام
  ولا نجم السُّها فيما علمنا ... يفاخر بالضيا بدر التمام
  فداموا كابتين لكل ضد ... يهينون المعاند باهتضام
  ودام لنا ابنُ حمزةَ ركنَ عزٍّ ... منيعاً لا يعارض بانهدام