الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الخامس في من دفن بظفار من العلماء والمشاهير

صفحة 49 - الجزء 1

الفصل الخامس في من دفن بظفار من العلماء والمشاهير

  بطبيعة الحال فإن المنطقة التي يسكنها الأئمة والعلماء، وتقام فيها المدارس العلمية، فإنه يقصدها الطلبة والعلماء والزوار من كل النواحي، ويموت فيها الكثير من العلماء والزوار وغيرهم من المسلمين.

  ولما كانت ظفار منطقة آهلة بالسكان منذ أن عمرها الإمام المنصور بالله #، واتخذها عاصمة لدولته، وأنشأ فيها مدرسة علمية، وكان يتردد إليها بين الفينة والأخرى، وأوصى # بأن يدفن فيها، وبعد ذلك نقل قبره إليها، واستقر فيها أولاده # بعده، وسكنها بيوت من أهل العلم، ولم يزل الأئمة والعلماء بعده # يترددون إليها إما للسكنى والبقاء، وإما للزيارة والتبرك بالإمام #، ولم تزل المدرسة العلمية فيها قائمة، ومسجدها عامراً، إلى أن قامت الثورة المشؤومة، فعطلت المدارس والمساجد، وهدمت الحصون والمعاهد، فالحكم الله والموعد القيامة، وإلى الله ترجع الأمور، فقد كثرت فيها المقابر، ممن عرفوا وممن لم يعرفوا.

  ففي ظفار مقابر تضم عدداً كبيراً من العلماء والأولياء والصالحين، وسائر المسلمين، وكثرة القبور تنبئ وتدل على كثرة الساكنين، وطول المدة في السكنى، لاسيما عندما تختلف تواريخ موتهم، ممتدة على طول القرون السالفة