المقدمة
  وحين تكون الآثار تتعلق بعدة مجالات تعرف أن تلك الشخصية قد حوت كثيراً من الجوانب، وتميزت بكثير من الصفات والخلال والمناقب.
  وهكذا تكون الآثار دالة على طبيعة صاحبها، ومميزاته التي تدل عليه، وترشد إليه.
  إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار
  وكما يقول آخر:
  يا عين إن بَعُدَ الحبيبُ ودارُه ... ونأت مساكنه وشط مزاره
  فتمتعي من بعده ولك الهنا ... إن لم تريه فهذه آثاره
  وفي هذه الرسالة المختصرة نتكلم حول بعض الآثار التي تتعلق بالإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #، الذي يعتبر من أنشط الإئمة في مجال البناء فلقد خلف لنا آثاراً ستبقى خالدة على مدار التاريخ، وسيبقى ذكره ملازماً لتلك الآثار، ونتكلم حول حصن ظفار الذي يعدُّ أكبر دليل على ذلك، بما يقع فيه من المباني، التي شملت المدن والأسوار الحصينة والمساجد والآبار والمشاهد والبرك والمدافن والطرق المدرجة، وهو يحتاج إلى دراسة متكاملة تميط اللثام عن أسرار هذا الحصن المعمارية والفنية، ولقد استطاع الإمام أن يقهره وأن يطوعه ليبني فيه تلك المباني العظيمة والكثيرة، بالرغم من صعوبة البناء وشدته، فالجبل يرتفع كثيراً عن المنطقة السهلة حوله، وليس له آنذاك إلا طريق واحد بناها الإمام #، وكذلك صعوبة نقل الأخشاب إليه من مناطق بعيدة، وإصعادها إلى أعلاه، مع صعوبة توفر الغذاء والاحتياجات اللازمة لمن يقوم بالعمل فيه.