القبة الثانية
  في الليلة التي يسفر عنها نهار الاثنين لتسعة أيام في شهر الحجة سنة ثلاث وعشرين وستمائة للهجرة.
  وقال # بالقرب من وفاته:
  لعمري لإن ضاقت بذنبي فرائض ... لعفو الذي سوى السموات أوسع
  جزعت وتلك ذنوبي لمثلها ... يراع أخو الحلم اللبيب فيجزع
  وأفزعني أني إلى الله صائر ... وكل امرئ يوماً إلى الله يرجع
  فكيف اعتذاري يوم ألقى صحيفتي ... مضمنة ما كنت بالأمس أصنع
  إلى آخر ما ذكره صاحب كتاب الأضرحة في اليمن، مما لم يتمكن من قرآءته.
  وللأسف الشديد أن هذه القبة الشريفة معرضة للسقوط، فقد تشققت جوانبها من الداخل والخارج، وتساقطت زخارفها، ووزارة الأوقاف والآثار والقائمون على أوقاف الإمام المنصور بالله # لا يلتفتون إليها، ولا يهتمون بها، وإنما همهم أن يحصلوا لهم ما يضمن عيشهم، ويبقيهم على مناصبهم، بلا مبالاة ولا اهتمام، فلا أمانة العمل دفعت بهم إلى الإصلاح، ولا الحرص على الآثار حرك هممهم للحفاظ عليها، بل إذا قام أحد المحسنين محاولاً للترميم والإصلاح، أصدروا الأوامر لإيقافه، وأرسلوا الجنود والعساكر لإرهابه وإرجافه، وعمموا في الجهات الحكومية من أمن وشرطة ومدير ناحية وغيرهم لسرعة ردعه وإزعاجه، فلا هم قاموا بتلك الإصلاحات والأعمال، ولا هم تركوا لغيرهم المجال.
  فبالله عليك أيها القارئ الكريم أي الفريقين أحرص هل من يقوم بالعمل بدافع الدين والأجر والثواب والحفاظ على مآثر الأئمة، والآثار اليمنية، أم