إبراهيم بن الإمام المنصور بالله
  وإن رامَ العَدُوُّ إليكَ قُربَاً ... فخَلِّ وراءه شَوطَاً بَطِينَا(١)
  ولا تَغدُرْ ولَا تَمكُرْ فَشَرُّ الدُّ ... عاةِ الغادرُونَ الماكِرُونَا
  وكُن سُمًّا ذُعَافَاً للمُعَادِي ... ولِلْمُصفِي الإخا ماءً مَعِينَا
  وأعطِ السائلين فشرُّ هَذِي الـ ... بريَّةِ من يَرُدُّ السَّائلِينَا
  وساعِد مُرشِدِيكَ ولا تُطعْ مَن ... يكُونُ لديكَ حلَّافَاً مَهِينَا
  وَلَا تَعْجَلْ عَلَى خِلٍّ بِلَومٍ ... عسَاه يُرِيكَ عُذرَاً مُستَبِينَا
  وإن قِيلَ ابنُ مَنْ فأَجِبْ كَفَانِي ... بأنَّ أَبِي أميرُ المؤمِنِينَا
  وأُمِّي نِحلَةٌ مِمَّا أفاءَت ... بِحُكمِ أبِي سيوفُ المُسلِمِينَا
  أخيذةُ كُلِّ بتَّارٍ جُرازٍ ... وأُسْدٍ فِي الوَغَى تَحمِي العَرِينَا(٢)
  وهل أمٌّ تُقَصِّرُ بالمُجَلِّي ... إِمَامِ الأَفْضَلِينَ السَّابِقِينَا(٣)
  سَأَعْرِضُ دُونَ أنسابِي لِحَامٍ ... حُسَامَاً فِي مَلَاحِمِهَا سَنِينَا
  فَأمَّا فِي الجَحَاجِحِ من قُرَيشٍ ... فسَهْمِي أحْرَزَ العُضوَ السَّمِينَا
  أنَا ابنُ الضَّارِبِينَ الصِّيدَ هَبْرَاً ... إذا ارتعشت أكُفُّ الطاعنينَا
  وَنَحنُ حُمَاةُ سرحِ الدِّيْنِ مِمَّن ... نَوَاهُ من سِبَاعِ الجَاحِدِينَا
  سَنُوصي مَن نَمينَاهُ بِهَذَا ... كَمَا أوصى بذلك أوَّلُونَا
  نُعَادِي من تنَكَّبَ عن هُدَانا ... وإنْ وافَى بِزِيِّ النَّاسِكِينَا
(١) الشوط: غاية الجري. والبطين: البعيد.
(٢) الجراز كغراب: السيف القاطع.
(٣) أراد به الإمام الأعظم الولي بن الولي الشهيد السعيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، فإن أمه جارية يقال لها (جيدا) أهداها المختار الثقفي لزين العابدين علي بن الحسين (ع) فأنجبت لَهُ زيداً.