الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

القاسم بن الإمام المنصور بالله

صفحة 84 - الجزء 1

  حَتَّى تَصِيرَ إمَامَاً فِي مَذَاهِبِهِ ... عَالِي المنَارِ لَهُ شَأنٌ من الشَّان

  وَتُكرِمُ الضَّيفَ والآفاقُ قَانِيَةٌ ... حَمرَاءُ قد أُشْعِلَت جَمعَاً بِنِيرَان

  وَتَبذُلُ الرِّفدَ لِلبَاغِي النَّوَالِ وللـ ... ـمُحفِي السُّؤَالِ بِتَقرِيبٍ وإحسَان

  وَتَمنَعُ الجَارَ ذَا قُربَى وذَا جُنُبٍ ... وَصَاحِبَ الجَنْبِ من إِنسٍ ومن جَان

  وَكُلُّ فَرضٍ من الرَّحمَنِ أنزَلَهُ ... فاَنْهَض بِهِ غَيرَ هَيَّابٍ وَلَا دَان

  وَكُن لِقَومِكَ فِي أَزلٍ وَفِي سَعَةٍ ... وانصَح لِرَبِّكَ فِي سِرٍّ وإعلاَن

  وَإن تَعَمَّت أُمُورٌ فِي مَذَاهِبِهَا ... فَقُل مَقَالَ عَلِيٍّ فِي ابنِ عَفَّانِ⁣(⁣١)

  وَإن مَلَكَت أمورَ الناسِ فاسعَ لَهُم ... سَعيَ الشَّفِيقِ اللبِيبِ الحَازِمِ الحَانِي

  وإن مُلِكتَ فأحسن طَاعَةً لِوَلِيْـ ... ـيِ الأمر فِي حَالَتَي سُخطٍ ورِضوَانِ⁣(⁣٢)

  وَأَجمِعُوا أمرَكُم لله دَرُّكُمُ ... كَفَاكُمُ الوَعظَ حَالاً آلَ سَاسَانِ⁣(⁣٣)

  ولا تَكُن وَكِلاً فِي الأمرِ تَطُلُبُهُ ... وقُل لِمَن يَبتَغِيكَ الإثمَ سُبحَانِ⁣(⁣٤)

  وَلَا يَغُرَّنْكَ فِي المَجهُولِ ذُو سَفَهٍ ... يَقُول لَم يَنتَطِح فِي الخَطبِ عَنْزَان

  وَشَاوِرِ النَّدبَ فيما أنتَ فَاعِلُهُ ... ولَا تُقَدِّمْ على الجُلَّا بِقُرحَانِ⁣(⁣٥)


(١) إشارة إلى اتخاذ الحكمة والمواقف الموهمة التي لا قطع فيها، كما قال علي # في قتل عثمان (ما أمرت ولا نهيت ولا رضيت ولا كرهت، استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، ولله أمر في المستأثر والجازع).

(٢) ليس المراد ملك اليمين، بل ملك الطاعة لأولي الأمر من أهل البيت $.

(٣) آل ساسان: هم آل كسرى، ملوك فارس، والمراد اتعظوا بآل كسرى فإنهم لما تفرقوا زال ملكهم وهلكوا.

(٤) أي أنا نزه عما قلت وابتغيت.

(٥) قوم جلة: عظماء سادة ذوو أخطار. ويقال أنت قرحان من الأمر: أي خارج عنه، ومن لم يشهد الحرب.