دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

كيفية العلاج؟

صفحة 130 - الجزء 1

  إن إصلاح السريرة وإخلاص النية، من الأهمية بمكان؛ لأنه إذا تحول الإنسان من المحتويات والجواهر إلى القشور والظواهر يصير إنساناً مُفرغاً من الدين والقيم، مزيّف الشخصية، ولا بد أن يفتضح مهما طال الزمن، أمّا مع الله فهو مفضوح من أول وهلة، وهي بحق الفضيحة الكبرى.

  يقول الرسول الكريم محمد ÷: «ما أَسرَّ عبد سريرة إلا ألبسه اللهُ ردائها إن خيراً فخير، وإن شراً فشر».

  والكتم للأعمال الصالحة من العلاجات الناجحة لمرض الرياء، إضافة إلى أنه عمل محبوب إلى الله سبحانه، قال رسول الله ÷: «إن الله يحب الخفي التقي» وأوصى الله تبارك وتعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: «إن أحببت أن تلقاني غداً في حظيرة القدس، فكن في الدنيا: وحيداً، مهموماً، محزوناً، مستوحشاً، بمنزلة الطائر الواحد الذي يطير في أرض القفار، ويأكل من رؤوس الأشجار، ويشرب من ماء العيون، وإذا كان الليل آوى وحده، ولم يأَوِ مع الطيور، واستأنس بربه، واستوحش من الطيور».

  ولنتأمل حديث الرسول ÷ الذي يقول فيه: «من طلب الدنيا بعمل الآخرة طُمس وجهه، ومحق ذكره، وأثبت اسمُه في النار».

  ولكي نتعرف على صنف المرائين لنحذرهم، ولنحذر أعمالهم، يرشدنا الإمام علي # بقوله: «للمرائي ثلاث علامات: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا خلا، ويحب أن يُحمد في جميع أموره».

  وفي كتاب (الاعتبار وسلوة العارفين) للإمام الموفق بالله # في بعض مواعظ أهل البيت $: «المؤمن يخلط عمله⁣(⁣١) والحكيم يجلس ليتعلم وينطق ليفهم، ويصحب ليسلم، لا يبذل شهادته إلا صدقاً، ولا يكتم شهادته إلا عدلاً،


(١) أي: يعمل تارة سراً وتارة جهراً، والعمل بالنيات في كل ذلك، والله أعلم.