دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أوصاف المحبين

صفحة 142 - الجزء 1

  ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله أخبرنا من هم؟ وما أعمالهم، فلعلنا نحبهم؟

  قال: هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوهَهم لنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ الآية، وهي قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ٦٣ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٦٤}⁣[يونس].

  ويقول ÷: «المتحابون في الله على عمود من ياقوتة حمراء، في رأس ذلك العمود سبعون ألف غرفة، يُشرفون على أهل الجنة، يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، فيقول أهل الجنة: انطلقوا بنا ننظر المتحابين في الله، فيضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس، عليهم ثياب سندس خضر، مكتوب على جباههم المتحابون في الله». ويقول ÷: «من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان، فليحب المرء لا يحبه إلا في لله».

  ويروى: أن الله تعالى أوحى إلى موسى #: «هل عملتَ لي عملاً قط»؟ فقال: إلهي صليت لك، وصمت، وتصدقت، وزكيت. فقال: «إن الصلاة لك برهان، والصوم جُنَّة، والصدقة ظل، والزكاة نور، فأي عمل عملتَ لي»؟ قال موسى: إلهي دلّني على عمل هو لك، قال: «يا موسى هل واليت لي ولياً، وعاديت لي عدواً» ذكره الإمام المؤيد بالله #.

  وفي الحديث: «يحشر المرء مع من أحب، وله ما اكتسب».

  فلينظر الإنسان من يحب أن يحشر معه، أمع أولياء الله والأصفياء والمحبين لله؟ أم مع أعداء الله الطغاة الظالمين؟

  في بعض الأوقات يكسب الإنسان ذنوباً عظيمة وهو جالس في بيته، أو في عمله، بمجرد الحب الأعمى لأعداء الدين، والرضا بصنع الظالمين، والتشوق