الدرس الحادي والعشرون أهمية الصداقة والأصدقاء
الدرس الحادي والعشرون أهمية الصداقة والأصدقاء
  كل منا لا يستطيع في هذه الحياة أن يعيش وحده، بل لا بد وأن يعيش مع غيره؛ لأنه اجتماعي بطبيعة حاله، فالإنسان يحتاج إلى أبوين وإلى أخوة وإلى زوجة وأولاد، وأصدقاء ... وهكذا.
  وعندما جاء الإسلام الحنيف قوّى تلك الروابط بين بني البشر، بل دعا إليها، وبناها على أسس متينة وقوية تستمر طويلاً، وتكون تلك الروابط سبباً لإسعاد البشرية دنياً وأخرى، أسسها على أساس التقوى والدين والعدالة.
  ومن أقوى هذه الروابط، رابطة الأخوة والأصدقاء والصداقة والصحبة والعشرة، ولنعلم جميعاً أن لهذه الرابطة، وللأصدقاء أثراً عميقاً في التوجيه إما إلى الخير وإما إلى الشر، وإما إلى التقدم إلى الأمام والنجاح المستمر، وإما إلى التأخر والفشل على جميع الأصعدة.
  إن هذه الصلة إن تمت على أساس التقوى والدين قبلها الله وبارك فيها، وأعطت ثمارها الطيبة في أسرع وقت ممكن، وإن كانت رخيصة ومهينة مبنية على أساس تبادل المنافع، مبنية على المصلحة الضيِّقة، كانت نتائجها رخيصة ومهينة هذا في الدنيا، وفي الآخرة حسرة وندامة وتنقلب عداوة، قال الله تعالى في هذا المعنى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}[الزخرف].
  ومع الاختلاط بالناس تكثر الجماعات الدينية، والشعائر الإسلامية، وتقام فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكم في ذلك من مصالح.
  ولنعلم أن الشخص على دين خليله ويكتسب من أخلاق مَنْ يجالس، يوضح هذا المعنى قول الرسول ÷: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
  ولقد دعم الإسلام هذه الرابطة، وقوّى أسبابها، فلقد روي عن الرسول الأعظم ÷ قوله: «المتحابون في الله يوم القيامة على منابر من نور، في ظل