دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

من هو الجار؟

صفحة 158 - الجزء 1

الدرس الثاني والعشرون حقوق الجار والحقوق المنسية⁣(⁣١)

  لقد اهتم الإسلام كثيراً بالجار، وجعل الوصية عليه هدفاً سامياً من أهدافه التي أشاد بها، وما زال جبريل الأمين # يوصي به النبي الكريم محمد ÷ حتى ظن أنه سيورِّثه.

  فالجوار يقتضي حقوقاً كثيرة غير الحقوق التي تقتضيها الأخوة الدينية، والحقوق تختلف وتتفاضل في نفس الوقت، فقد روي عن الرسول ÷: «الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فالجار الذي له ثلاثة حقوق هو الجار المسلم ذو الرحم، فله حق الإسلام، وحق الجوار، وحق الرحم، وأما الذي له حقان فالجار المسلم، له حق الجيرة والإسلام، وأما الذي له حق واحد فالجار المشرك». ذكر هذا الحديث الإمام يحيى بن حمزة # في كتاب التصفية.

من هو الجار؟

  إنه الذي يتصل بك، سواء عبر المنزل، أو المزرعة، أو الدكان، أو ما شابه ذلك. ما أروع تعاليم الإسلام وحرصه على تقوية الروابط، واحترام المشاعر:

  الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ ... بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خَدَمُ

  لقد تحدث القرآن عن الجار، فقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ}⁣[النساء].

  وعن أبي أمامة عن النبي ÷، قال: «لم يزل جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه». ويقول ÷: «التمسوا الجار قبل شراء الدار، والرفيق قبل الطريق».


(١) الحقوق المنسية: ٨٤ - ٩٩.