دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

من هو الجار؟

صفحة 159 - الجزء 1

  ولنأت لنعرف بعض حقوق الجيران:

  قال رسول الله ÷: «أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصر بك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت إليه، وإن مرض عدته، وإن مات اتبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عليه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدله فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدُك ليغيظ بها ولدَهُ، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها، أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده لا يبلغ حق الجار إلا من |»⁣(⁣١).

  الإسلام دعا إلى احترام المشاعر، وإلى التكافل الاجتماعي، واحترام الجار واحد من هذا التكافل، وإذا أردنا الوصول إلى التطبيق العملي لهذا التوجيه النبوي الشريف، فإننا نحتاج لبعض التفصيل والشرح لهذه الحقوق:

  ١ - إن استعان بك أعنته: إذا طلب منك المعونة في شيء وجب عليك إعانته وبالقدر والصفة التي بينها الإسلام.

  ٢ - وإن استنصر بك نصرته: إذا طلبك لنصرته في الحق فلا بد من نصرته، وإذا طلبك في الباطل فلا بد من إقناعه وردعه عن باطله بعد النصيحة والموعظة الحسنة.

  ٣ - وإن استقرضك أقرضته: القرضة ثوابها عظيم قد يكون أكثر من ثواب الصدقة، روى عن النبي ÷ أنه قال: «من أقرض قرضاً كان له مثلاه صدقة، فقال الإمام علي #: يا رسول الله قلت أمس: من أقرض قرضاً كان له مثله صدقة، وقلت اليوم: من أقرض قرضاً كان له مثلاه كل يوم صدقة، قال: نعم، من أقرض قرضاً فأخره بعد محله كان مثلاه كل يوم صدقة».


(١) الخرائطي في مكارم الأخلاق: ٤٠ - ٤١، انظر تخريج الأحياء: ٢/ ٢٧٢.