من هو الجار؟
  وقد ذكر الإمام الهادي #: أن رجلاً أتى الحسين بن علي @ في حاجة فسأله أن يقوم معه فيها، فقال: إني معتكف، فجاء إلى الحسن بن علي # فقال: إني أتيت أبا عبدالله في حاجة ليقوم معي فقال: إني معتكف، فقام معه الحسن في حاجته وجعل طريقه على الحسين @ فقال: يا أخي ما منعك من أن تقوم مع أخيك في حاجته، فقال: إني معتكف، فقال الحسن #: (لأن أقوم مع أخي المسلم في حاجته أحب إليَّ من اعتكاف شهر)(١).
  وقد بلغ ابن المقفع أن جاراً له يريد أن يبيع داره في دين تحمله، وكان يجلس في ظل داره فقال: ما قمت إذاً بحق ظل داره إن باعها معدماً فدفع إليه ثمن الدار وقال: لا تبعها(٢).
  ٤ - وإن افتقر عدت إليه: ليس من العيب أن يكون الإنسان فقيراً، لأن الفقر ابتلاء من الله تعالى، والأيام تتقلب، قد يكون أحد جيرانك غنياً ثم يتحول إلى فقير، فلا بد من عيادة الفقير باستمرار، وتلمس حاجاته، فلقد ورد عن الرسول ÷ قوله: «ما آمن بالله قالوا: من يا رسول الله، قال: من بات شبعان وجاره جائع وهو يشعر»(٣).
  ولو كان يصلي ويصوم ويعمل كل أعمال الإسلام ولكنه يبيت وهو يعلم بفقر جاره وبجوعه ولا يسعى إلى مساعدته مع قدرته على ذلك.
  ٥ - وإن مرض عدته: عيادة المريض حق للمسلم على أخيه المسلم، فما بالك للجار على جاره، وقد ورد في العيادة آثار كثيرة، جاء في بعضها: عن النبي ÷ أنه قال: «من عاد مريضاً إيماناً بالله تعالى وتصديقاً بكتابه وَكَلَ اللهُ به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى الليل وليلته حتى الصباح وكان ما كان قاعداً في
(١) الأحكام: ٢/ ٥٢٨ - ٥٢٩.
(٢) تصفية القلوب: ٤٠٤، تحقيق الأهدل، الإحياء: ٢/ ٢٧٢.
(٣) الأحكام: ٢/ ٥٢٩.