دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

من هو الجار؟

صفحة 161 - الجزء 1

  أخراف الجنة»⁣(⁣١) أي جناها.

  وفي حديث آخر عنه ÷، أنه قال: «من تمام عيادة المريض: أن تضع يدك على يده أو على جبهته، ثم تسأله: كيف أمسيتَ؟ أو كيف أصبحتَ؟ والذي بعثني بالحق ما انطلق رجل مسلم عائداً لرجل مسلم لا يعنيه إليه إلا ذلك إلا خاض في الرحمة، حتى إذا دخل عليه فوضع يده على يده يعني - أو قال جبهته - ثم سأله كيف أصبحتَ؟ أو أمسيتَ؟ ثم فارق إلا خاض مقبلاً ومدبراً، ثم وضع رسول الله ÷ يده على جبهته مقبلاً ومدبراً».

  ما أكثر المجاملات في عصرنا هذا فكم من غني إذا أُصيب بمرض أو علة التفَّ حوله أكثر الناس من جيران ومن غيرهم، وكم من فقير لا يدخل عليه أحدٌ لا من قريب ولا من بعيد، ولا يجلس بجانبه رفيق ولا صديق، إنا لله وإنا إليه راجعون.

  ٦ - وإن مات اتبعت جنازته: تشييع الجنازة من الأمور التي حث عليها الدين، فقد روى الإمام أبو طالب # في كتابه (الأمالي) أن رسول الله ÷ قال: «من غسل ميتاً، وكفنه، وحنطه، وحمله، وصلى عليه، ولم يفش ما رأى منه، خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه».

  وقوله ÷: «من حثا في قبر أخيه ثلاث حثيات من تراب كفّر عنه من ذنوبه ذنوب عام».

  ٧ - وإن أصابه خير هنأته: التعاليم السامية تدعو إلى حب الخير للآخرين، وعدم الحسد لهم على ما أعطاهم الله تعالى مما يدخل على قلوبهم الفرح والسرور، بل لا بد من التهنئة لهم على ذلك، والمشاركة لهم في سرورهم.

  قال الإمام الزاهد يحيى بن حمزة # في كتاب (التصفية)⁣(⁣٢):


(١) شمس الأخبار: ٢٩١.

(٢) التصفية للإمام يحيى بن حمزة #: ١٦٤.