دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال

صفحة 170 - الجزء 1

  أيها الأخوة المؤمنون ... كذلك اهتم الإسلام بابن السبيل اهتماماً كبيراً، قال الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ٢٦}⁣[الإسراء].

  ابن السبيل: هو المنقطع الذي لا يملك من المال ما يوصله إلى بلده، والإسلام قد رغّب أبناءه على السفر لأغراض حميدة، ومنها طلب العلم الشريف، وكفل حاجاتهم من هذا الباب (باب ابن السبيل).

  وللأسف الشديد كثير من المسلمين لم يولوا هذا الجانب أي اهتمام، فقد يأتي طالب العلم الشريف ليتعلم، ثم لا يجد من المال ما يوصله إلى غرضه، أو حتى الرجوع إلى بلده.

  ونورد بعض القصص في التاريخ في هذا الجانب (جانب الصدقة):

  يقال: إن رجلاً من بني إسرائيل كان يتناول الطعام مع زوجته ذات يوم فطرق الباب عليهما طارق.

  قالوا: من الطارق؟

  قال: سائل يطلب إحساناً.

  وكان أمام الرجل دجاجة فقالت زوجته: أعطه شيئاً منها.

  فقال لها زوجها: لا.

  وبعد ذلك طرد السائل شرّ طردةٍ، ومرت الأيامُ وإذا بهذا الرجل يصاب بالفقر الشديد ويطلق زوجته من شدة الفقر، وتمر الأيام وتتزوج المرأة، وتجلس مع زوجها يتناولان الطعام ذات يوم وإذا بالباب يُطرق وإذا بالطارق سائل.

  وكان أمام الرجل (زوجها الثاني) دجاجة فقال لها زوجها: خذي الدجاجة كلها وأعطيها للسائل فلما أعطته الدجاجة رجعت حزينة باكية.

  فقال لها زوجها: أحزنت لأننا تصدقنا بالدجاجة؟

  فقالت: كلا إنما أبكي ... أتدري من السائل؟ إنه زوجي الأول.