دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر

صفحة 206 - الجزء 1

  سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٧٠ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ١٧١}⁣[آل عمران].

  ولقد قال # حينها «فزت ورب الكعبة» ... الإمام علي # خدم الإسلام بكل ما لديه، فجاء في التاسع عشر من شهر رمضان في العام الأربعين من الهجرة الشريفة، جاء أشقى الأولين والآخرين، عبد الرحمن بن ملجم المرادي، لعنه جبارُ السموات والأرض، ليسفك ذلكم الدم الزكي الطاهر، والإمام متوجه إلى ربه، ليصلي ويناجي الخالق سبحانه.

  وضل الإمام علي # يقاسي آلامه بعد ذلك حتى اليوم الحادي والعشرين من شهرُ الله المبارك، ثم فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد جهد وعناء وتضحيات لا نظير لها، على مسيرة ثلاث وستين عاماً، بين عبادة وخشية، وجهاد ودعوة، ونصيحة وتضحية، وعدل في الرعية، وعطاء وزهد وورع، وعلم ومعارف، وغير هذا الكثير.

  فسلام عليك يا أمير المؤمنين حين ولدت، وحين فزت بالشهادة، وحين تبعث حياً.

  هذا أمير المؤمنين # وما قدمه في ليلة القدر، والمتأمل لحياة هذه الشخصية المثالية من أول وهلة حتى خرج من عالم الدنيا، ليعلم العلم الذي ليس معه شك شدة الارتباط بينه # وبين الأسس في الإسلام، والتجاذب الكبير بينه وبين أركان الدين الحنيف.

  فمثلاً الشهادتان: الناس يعلمون، والعترة الزكية مجمعة على أن الرسول ÷ دعا إلى الرسالة الخالدة، دعا إلى النبوة يوم الأثنين، والإمام علي # استجاب لهذه الدعوة يوم الثلاثاء، ووقف مع نبي الخير والرحمة