الوسائل التي تبعث على الخوف والخشية
  الله تعالى غني كل الغنى، فلا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضره معصية من عصاه وخالفه، يقول ø في محكم كتابه: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ١٤٧}[النساء].
  وعندما نتأمل في الآية الأخرى نجد أن عدم الشكر لله كان السبب في انتشار الفساد، وجعله ظاهرة مستشرية في شتى أنحاء الأرض، برها وبحرها، يقول الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٤١}[الروم].
  فإذا قام المسلم بهذا الواجب فشكر الله، فله المكاسب العظيمة في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}[إبراهيم].
  والآن أخي القارئ كيف نقوم بهذا الواجب؟
  بعد أن نعرف الله سبحانه وتعالى، ونعرف ما له من الصفات العظيمة، صفات الكمال، وأيضاً ننزِّهه ø من صفات النقص، صفات الحدوث والخلق، نتوجه بكل ما أعطانا سبحانه من الأعضاء، وما أعطانا من الإمكانيات المادية الأخرى، في تحقيق ما يطلبه تعالى منا، أعني العبادة الخالصة الكاملة، والقيام حق القيام بمقتضى هذه الآية الكريمة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧}[الذاريات].
  الشكر اعتقاد بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح والأركان.
  كم للقلب من أعمال، وكم للسان من أعمال، وكم العبادات اللفظية، والعبادات العملية الفعلية، فنستخدم الجميع في عبادة المنعم المتفضل سبحانه وتعالى.
  ونحن نعلم مع ذلك أن الله لو لم يُعطِنا ما أعطانا من هذه الأعضاء، ولو لم يحفظها ويرعاها من الآفات، ولولا الحياة والتمكين وغيرها لم نستطع أن نعمل شيئاً على الإطلاق.