مقام الشاكرين
  الجميل الاختياري، وإنما حذفت هذه الزيادة للعلم بها.
  ويدل على لزومها، وأنها مقصودة لأهل اللغة قول أمير المؤمنين علي # للشامي الذي سأله عن القضاء والقدر من الدلالة على أنه لا يكون إلا على الأفعال الاختيارية، قال: «لو كان ذلك كذلك، لبطل الثواب والعقاب - إلى أن قال -: ولم يكن المحسنُ أولى بالمدح من المسيء ولا المسيء أولى بالذم من المحسن».
  والعلامة الزمخشري نقل عن المحققين تخطئة مَنْ مَدَحَ على غير الفعل الاختياري، وقضاء العقل بعدم حسن ذلك.
  وهذه المعاني التي حكيناها لهذه الألفاظ مأخوذة من الكتب المعتبرة في اللغة، كالقاموس، والصحاح، ومختار الصحاح، وغيرها.
  فإن قيل: فما تقولون فيما روي عن النبي ÷، أنه قال: «اطلبوا الخير عند حسان الوجه»؟
  قيل: المراد بحسن الوجه: البِشْرُ عند الطلب، وقد فسره بهذا ابن عباس ® فقد روي أنه قيل له: كم من رجل قبيح الوجه قضّاء للحاجة؟ فقال: إنما يعني حسن الوجه عند طلب الحاجة.
  والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه إلى البخاري في التاريخ، وابن أبي الدنيا في (كتاب قضاء الحوائج) وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والطبراني في (الكبير)، كلهم عن عائشة.
  وإلى الطبراني في (الكبير) والبيهقي في (الشعب) عن ابن عباس، وابن عدي، عن ابن عمر، وابن عساكر، عن أنس، والطبراني في (الأوسط) عن جابر، وتمّام في (فوائده) والخطيب في رواية مالك عن أبي هريرة، وأخرجه تمّام - أيضاً - عن أبي بكرة.
  هذا وقد دل كلام أهل اللغة، على: أن الحمد قد يكون بمعنى المدح - وهو ما تضمن الثناء - وقد لا يكون بمعناه وهو حيث لم يتضمن ثناءً.