دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

جنة عرضها السموات والأرض

صفحة 234 - الجزء 1

  و قال رسول اللّه ÷: «لو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض، لملأت الأرض بريح المسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر».

  ولنكتفي بما أورده الإمام يحيى بن حمزة # في كتابه (تصفية القلوب)⁣(⁣١) فقد ذكر أوصاف الجنة جملةً ثم مفصلةً، فقال #: (فاعمل فكرك في أهل الجنة، فتجدهم كما حكى الله: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ٢٤ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ٢٥ خِتَامُهُ مِسْكٌ}⁣[المطففين].

  جالسين على منابر من الياقوت الأحمر، في خيام من اللؤلؤ الرطب الأبيض، فيها بسط من العبقري الأخضر، ومتكئين على أرائك منصوبة، على أطراف الأنهار المطردة بالخمر والعسل، محفوفة بالغلمان والولدان، مزينة بالحور العين من الخيرات الحسان، إذا اختالت إحداهن في مشيها حمل أعطافها سبعون ألفاً من الولدان، عليها من طرائف الحرير الأبيض ما تتحير فيه الأبصار، مكللات بالتيجان المرصعة باللؤلؤ والمرجان، شكلات غنجات، عطرات أمنات من الهرم والبؤس، مقصورات في قصورهن من الياقوت الأحمر بنيت في وسط روضات الجنان، قاصرات الطرف كأنهن بيض مكنون، ويطوف عليهم ولدان مخلدون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءً بما كانوا يعملون، في مقام أمين، في جنات وعيون، في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ينظرون فيها الى رحمة الملك الكريم وقد أشرقت في وجوههم نظرة النعيم، لا ترهق وجوههم قتر ولا ذلة، بل عباد مكرمون، وبأنواع الترفه والتحف يتعهدون، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون، لا يخافون ولا يحزنون، وهم عن ريب المنون آمنون، فيها يتنعمون، ويأكلون من أطعمتها، ويشربون من أنهارها لبناً وخمراً وعسلاً، أرضها فضة، وحصباؤها مرجان، وعلى أرض ترابها مسك أذفر، ونباتها زعفران، ويمطرون من سحائب فيها


(١) تصفية القلوب: ٦٠٩ - ٦١٦.