دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الواحد والثلاثون (وقفات وتأملات)

صفحة 255 - الجزء 1

  ولا تنال الاتصال، إلا بإهمال الاشتغال، ولا ينقى القلب، مع بقاء شيء من الذنب، ولا تدرك صفاء الفهم، وفي قلبك من الدنيا غم، ولا يزول عنك الهم ما كان لك في الدنيا خصم.

  من أنفق مما يحب، فهو حقاً المحب، من ترك ما كان يألف، دخل الجنة وثوابه مضاعف، من يعمل بما يقول، شفع له الرسول ÷ ومن عمل بخلاف ما يقول، لم يكن عمله مقبول، من لم يندم على معصيته، أخذته الزبانية بناصيته.

  من قصر في الطاعات، حرم الصالحات، من نافس في الخيرات، ارتقى في الدرجات، من اغتر في الليل فجع في النهار، ومن سهى في النهار فجع في الليل، مَنْ ركب الظن غبن أيّ غبن، من ركب فرس الأماني، عثر في ميدان التواني، التاجر برأس مال غيره مفلس.

  قال الوافد: كيف المجاهدة؟

  قال العالم: المجاهدة في المباعدة والوحدة، والصبر على المحنة والشدة، من لا عبادة له لا زاد له، من لا زاد له لا عقبى له، اقرع الباب، يأتك الجواب، من أمَّل العظيم، وُهِبَ الجسيم، من أراد الجود طلبه في السجود، من لا سجود له لا جود له، من لا ندامة له لا كرامة له، من لا خير فيه، لا خير عنده.

  خير البضاعة الطاعة، من اختار الطاعة نجا من فجعات الساعة، لا بد من سهر الأسحار، وقيام الليل، وصيام النهار، إذا أردت الجنة فاسجد وتضرع، واظمأ وتجوَّع، واسهر وتفزّع، وتذلل وتخشّع، وتفرد وتوحد، واخضع وتجرّد، تنل فضل الواحد الأحد.

  اترك الآثام تأمن الصَّولة، واعمل صالحاً تكن لك الدولة، اهجر الجرائم، تصل وأنت سالم. مَن أكثر النحيب، لم يكن عليه رقيب، ما دعا إلا أجيب، وكان له من الخير نصيب، من رغب إلى الله أعطاه، ومن اكتفى به كفاه، ومن استعان به أعانه، ومن لجأ إليه آواه.