الدرس الواحد والثلاثون (وقفات وتأملات)
  أيها الجامع لأنواع العلوم، أعلمت ما سبق لك من المعلوم؟! أتدري أمقبول أنت أم محروم؟! أم محمود عند ربك أم مذموم؟!
  يا صاحب العلم والإفادة، أمعك خبر من الشقاوة والسعادة.
  أيها الناظر في الدقائق، ألك أمان من البوائق؟! هل علمت بالحقائق؟! حتى رضي عنك الخالق، ما حيلتك إن هتك سترك غداً في مشهد الخلائق؟!
  قال الوافد: أخبرني مَن المكين في ذلك اليوم؟
  قال العالم: المكين في ذلك اليوم، مَن أخف في هذا اليوم العظيم، من أتى الله بقلب سليم.
  المتين من عرف الحق المبين.
  الشجاع من غمد السيف المطاع.
  الحازم الوفي من ترك العمل الدني.
  قال الوافد: من الحقير في ذلك اليوم؟
  قال العالم: الحقير من هو في رحمة فقير، الحقير من هو للذنوب أسير.
  الخاسر البائس من هو من رحمة الله آيس.
  السقيم من هو في النار مقيم.
  الحزين من كان له من الشياطين قرين.
  الهالك من سلم إلى مالك.
  يا صاحب الحسن والجمال والفخر، عند انقطاع الآجال، يبطل الجمال.
  يا كثير الاشتغال، كأني بك يقلبك الغسال، ماذا العجز والإذلال؟! كيف تطيق السلاسل والأغلال؟!
  ما أسوأ حالك! إذا لم تقدِّم مالك! لا تفقر نفسك وتغني عيالك.
  يا ذا الأموال الكثيرة، غداً نفسك إليها فقيرة، يا ذا العز والملكة، كيف بك في دار الهلكة؟!