دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الواحد والثلاثون (وقفات وتأملات)

صفحة 261 - الجزء 1

  يا ذا العساكر والجنود، كيف عيشك في دار الوقود؟!

  قال الوافد: أخبرني مَن الملك في ذلك اليوم؟

  قال العالم: المَلك، من رضي عنه الملك.

  النبيل، من استقام على السبيل.

  الخليل، من رضي عنه الجليل.

  الشريف، من هو من الأوزار خفيف.

  الظريف، من هو عن الحرام عفيف.

  العاقل، من لم يكن عن الله غافل.

  يُستقبح من المؤمن كبره، ومن الشيخ كفره، ومن الفتى فقره، حقيقٌ بالتواضع من يموت، وبالبذل ما لا يفوت.

  المؤمن دنياه فوت، ومعاشه قوت، وقيل في ذلك شعراً:

  صنيع مليكنا حسن جميل ... فما أرزاقنا عنا تفوت

  فيا هذا سترحل عن قريب ... إلى قوم كلامهم السكوت

  وقال غيره:

  أيها الشامخ الذي لا يرام ... نحن من طينة عليك السلام

  إنما هذه الحياة متاع ... ومع الموت يستوي الاقدام

  قال الوافد: كيف يهنأنا العيش في هذه الدنيا، وهذه أفعالها في أهلها؟

  قال العالم: إنّ بنانا للخراب، وإنّ أعمارنا إلى ذهاب، ودهرنا إلى انقلاب.

  الموت يبدد الأحباب، ويفرق الأصحاب.

  الموت ينزل الملوك من القصور والقباب، إلى القبور والتراب.

  كل ما عملنا معدود، وعليه حفظة شهود.

  أعمالنا محفوظة، وأنفاسنا مقبوضة، وسيئاتنا علينا معروضة.